دفع سعي حكومة إقليم كردستان العراق، إلى إجراء استفتاء للانفصال عن العراق، مسؤولين من محافظة كركوك إلى المطالبة العلنية بتدخّل خارجي، لمنع هذا الاستفتاء، بينما انتقد مراقبون إصرار رئاسة كردستان على موقفها، الأمر الذي سينعكس سلباً على البلاد.
وقال رئيس الجبهة التركمانية البرلمانية، النائب أرشد الصالحي، في بيان صحافي مقتضب، نشره على موقعه الإلكتروني، إنّه "لا استفتاء في العراق"، مؤكداً أن "كركوك تمثّل العراق"، داعيا "إيران وتركيا إلى التدخل لمنع إجراء الاستفتاء".
من جهته، أكد نائب رئيس الجمهورية، أسامة النجيفي، رفضه "إجراء أي استفتاء في كركوك". وقال في بيان صحافي صدر على هامش لقائه بالسفير التركي ببغداد، فاتح يلدز، تسلّم "العربي الجديد" نسخة منه، إنّ "الجانبين ناقشا قضية الاستفتاء المزمع إجراؤه من قبل إقليم كردستان". وأكد النجيفي "موقفه الرافض لإجراء الاستفتاء في كركوك وبقية المناطق المتنازع عليها، لما يشكله ذلك من تداعيات تترك آثارا سلبية على وحدة العراق ومستقبله".
من جهته، أكد السفير التركي "رفض بلاده القاطع للاستفتاء لما له من تأثيرات سلبية لا يمكن القبول بها".
وتصر رئاسة إقليم كردستان على إجراء الاستفتاء بموعده المقرر في سبتمبر/ أيلول المقبل، على الرغم من رفض بغداد له، فضلا عن رفض مكونات محافظة كركوك.
من جهته، رأى الخبير السياسي، عارف الربيعي، أنّ "السياسات غير المدروسة في العراق تجرّ البلاد نحو أزمات جديدة وتفتح بابا للتدخلات الخارجية".
وقال لـ"العربي الجديد"، إنّ "أزمة العراق تكمن في عدم وجود تفاهمات سياسية تقدم مصلحة العراق على المصالح الحزبية والفئوية"، مبينا أنّ "العراق منذ 2003 وحتى اليوم، لم تعمل أي جهة سياسية لأجله، بل كلّها عملت لتغليب المصالح الخاصة، ما أوجد تقاطعات بين الكتل السياسية المهيمنة على الحكم في البلاد".
وأضاف أنّ "إجراء الاستفتاء هو أيضاً من إجراءات تغليب مصلحة الحزب والفئة على المصلحة العامة، وأنّ تداعياته ستكون خطيرة على البلاد، ومنها طلب التدخل الخارجي، فضلا عن الأزمات الداخلية". كما حذر من أنّ "الموضوع خطير للغاية، وأنّ البلد ليس بحاجة لتدخلات خارجية تضاف إلى التدخلات الموجودة حاليا، الأمر الذي يحتاج إلى إعادة الحسابات من قبل رئاسة الإقليم بموضوع إجراء الاستفتاء، والأخذ بعين الاعتبار تبعاته السلبية على البلاد".