وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، إنّ بلاده تسعى لإيجاد مخرج فيما يخص إدلب السورية، بالتعاون مع روسيا وتركيا، واصفاً الأوضاع هناك بأنّها كـ"القنبلة الموقوتة".
وأكد، في تصريحات للإعلام الفرنسي، وفق ما أوردت "الأناضول"، أنّ "باريس تعمل مع مجموعة أستانة (تركيا وروسيا وإيران) للحيلولة دون وقوع مجزرة" في إدلب.
وحذّر من أنّ "هناك خطراً فيما يتعلّق باحتمال معاودة النظام السوري استخدام سلاح كيميائي، في إدلب".
وشدّد على أن "الحل الوحيد في إدلب هو حل سياسي"، وأشار إلى إمكانية حدوث موجة لاجئين جديدة نحو تركيا في حال اندلاع حرب هناك.
وتسود مخاوف بشأن مصير محافظة إدلب، المحاذية لتركيا، التي تشكّل آخر معقل للفصائل السورية المعارضة، إذ يخشى أن ينفّذ فيها النظام وحلفاؤه عملية عسكرية شبيهة بالتي خاضها ضد درعا وجنوب سورية.
وحذّرت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من أنّ محافظة إدلب التي تضم ثلاثة ملايين شخص معظمهم نازحون من المحافظات الأخرى، قد تشهد "أسوأ سيناريو" منذ اندلاع الأزمة بسورية، مشيرة أيضاً إلى أنّها تجري حالياً اتصالات مكثفة، وعلى كافة المستويات، مع الدول الثلاث الضامنة لـ"مسار أستانة".
وكانت فرنسا، أعربت، الأسبوع الماضي، في بيان مشترك مع الولايات المتحدة وبريطانيا، عن "قلقها الكبير" إزاء هجوم عسكري على إدلب، والعواقب الإنسانية التي ستنجم عنه، واحتمال استخدام آخر وغير قانوني للأسلحة الكيميائية.
وبينما حذرت تركيا من أنّ الحل العسكري في إدلب سيكون "كارثة"، كرّرت روسيا مزاعم بأنّه يجري ترتيب "فبركة" هجوم كيميائي لاستخدامه كذريعة لشن ضربة عسكرية على مواقع للنظام السوري.
وفي معرض ردّه على سؤال حول "عدم اكتراث الرئيس الأميركي دونالد ترامب للوضع في سورية"، قال لودريان إنّ "الولايات المتحدة لم تنسحب من سورية وتواصل وجودها شمال شرقي البلاد".
وتنتظر إدلب، القمة الثلاثية بين الرؤساء: الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني، التي ستُعقد في طهران في 7 سبتمبر/أيلول الحالي، وسيكون مصير شمال غربي سورية بنداً أساسياً فيها، في ظل اهتمام أميركي "مفاجئ" تؤكده مصادر إعلامية، ورفض واشنطن على ما يبدو لأي عمل عسكري من شأنه خلق أزمات إنسانية كبرى في منطقة مكتظة بملايين المدنيين.
الاتحاد الأوروبي يحذّر من "عواقب مدمّرة"
في غضون ذلك، حذّر الاتحاد الأوروبي، اليوم، من مغبة "عواقب مدمّرة" يمكن أن تحلّ على سكان محافظة إدلب، شمالي سورية، في حال شنّ النظام وحلفاؤه عملية عسكرية عليها.
جاء ذلك على لسان الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني، في كلمة خلال افتتاح مؤتمر سفراء الاتحاد الأوروبي، بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بحسب ما أوردت وكالة "الأناضول".
وتطرّقت موغيريني إلى الأوضاع في سورية، وقالت إنّه "يمكن لهجوم محتمل على إدلب أن يسفر عن عواقب مدمرة على الناس الذين عانوا ما يكفي من الآلام".
وشددت على "ضرورة بذل كل ما يمكن من طاقات من أجل منع وقوع العواقب الوخيمة في إدلب".
الجيش التركي يدفع بتعزيزات إضافية
ميدانيًا، قال شهود عيانٍ في شمال غرب سورية، لـ"العربي الجديد"، إن الجيش التركي أرسل مزيداً من التعزيزات والعربات العسكرية إلى منطقة "خفض التصعيد" في إدلب، ووصلت إلى نقطة المراقبة قرب مدينة مورك، بريف حماه الشمالي.
وأفاد شهود العيان أن رتلاً عسكرياً تركياً دخل اليوم من معبر كفرلوسين نحو محافظة إدلب، ويضم عشرات الآليات والمدرعات والجنود، فيما أكد سكان محليون في مورك، لـ"العربي الجديد"، أن قوات عسكرية تركية إضافية تمركزت خلال اليومين الماضيين في نقطة مراقبة الجيش التركي، القريبة من مدينة مورك شمالي حماه.
ومنذ أكثر من أسبوع، وصلت عدة أرتالٍ عسكرية تركية جديدة إلى منطقة "خفض التصعيد"، التي تضم كامل محافظة إدلب، وأرياف حماه وحلب وإدلب المتصلة بها، إذ توزعت التعزيزات الجديدة في عدة نقاط مراقبة، من أصل 12 أقامها الجيش التركي شمال غرب سورية.
ونشرت وكالة "الأناضول" التركية تقريراً عن التعزيزات العسكرية الجديدة في شمال غرب سورية، لكنها قالت إن التعزيزات الأخيرة تأتي ضمن عملية "غصن الزيتون" في عفرين.