وضمن الاحتجاجات الممتدة منذ أكثر من شهر، جاءت مشاهد أمس، الأربعاء، غير عادية على الطريق السريع الرئيسي في كراكاس، حيث تدفق آلاف من أنصار المعارضة مرة أخرى إلى الشوارع، منددين بالأزمة الاقتصادية في فنزويلا، ومطالبين بإجراء انتخابات مبكرة.
وقالت ماريا مونتيلا (49 عاماً)، التي وقفت خلف صفوف من الشبان الملثمين والسواتر الخشبية، لوكالة "رويترز": "يعيش هؤلاء الأولاد في ظل نظام دكتاتوري وليس لديهم خيار آخر سوى الاحتجاج بالطريقة التي يرونها ملائمة".
وحمل كثيرون الحجارة وعبأوا زجاجات صغيرة بالبراز رشقوا بهما قوات الحرس الوطني حين منعوهم من التحرّك، ليطلقوا الغاز المسيل للدموع ويوجهوا مدافع المياه صوب الحشود.
وقال مكتب الادعاء إنّ ميغيل كاستيلو (27 عاماً)، قُتل خلال احتجاجات أمس، الأربعاء، في كراكاس، دون ذكر تفاصيل. كما توفي أندرسون دوغارتي (32 عاماً)، وهو قائد دراجة نارية أجرة، أمس الأربعاء، بمدينة ميريدا، بعد إصابته خلال احتجاج.
وقال وزير الداخلية نستور ريفرول، في تصريحات بثّها التلفزيون الرسمي، إنّ قنّاصاً مرتبطاً بـ"ائتلاف الوحدة الديمقراطي" المعارض قتل دوغارتي. وأضاف أنّ كاستيلو لقي حتفه بسلاح ناري.
وبذلك يرتفع إلى 39 على الأقل عدد القتلى الذين لقوا مصرعهم في الاضطرابات، منذ أوائل إبريل/ نيسان، بينهم محتجون ومتعاطفون مع الحكومة ومارة وأفراد من قوات الأمن، بينما أصيب المئات أو اعتقلوا.
وقال مكتب النائبة العامة، في بيان، بحسب وكالة "فرانس برس"، إنّ "الدستور يكفل محاكمة المدنيين أمام محاكم عادية".
والنائبة العامة لويزا أورتيغا هي الصوت الوحيد المعارض في المعسكر الرئاسي، وقد دانت اعتقالات تعسفية حصلت خلال التظاهرات.
ومنذ مطلع إبريل/ نيسان، ترافقت الاحتجاجات مع أعمال الشغب، وسط تنديد المعارضة بـ"انقلاب" بعد قرار المحكمة العليا التي تعتبر وثيقة الصلة بالرئيس مادورو، تولّي صلاحيات البرلمان، ما أثار موجة من الغضب الدبلوماسي، دفعها إلى إلغاء قرارها بعد 48 ساعة.
وكانت أورتيغا قد عبّرت أيضاً عن معارضتها لقرار المحكمة العليا تولي صلاحيات البرلمان. وقال الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، لويس ألماغرو، إنّ محاكمة الجيش للمدنيين هي "ممارسة دكتاتورية".
ويتهم مادورو خصومه بالسعي لـ"انقلاب" بتشجيع من الولايات المتحدة، بينما تقول المعارضة، التي تتمتع بدعم كبير بعد سنوات في ظل الحزب الاشتراكي الحاكم، إنّ السلطات ترفض حلّ الأزمة في فنزويلا من خلال إحباط إجراء استفتاء، وتأجيل الانتخابات العامة، ورفض تقديم موعد انتخابات الرئاسة المقرّر إجراؤها في 2018.
ويسعى مادورو لإنشاء "جمعية تأسيسية" لها سلطة إعادة كتابة الدستور، بينما يرفض خصومه ذلك باعتباره محاولة لهيمنة الاشتراكيين على الحكم.
(العربي الجديد)