عبّر رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق في ليبيا، فائز السراج، عن استيائه من رفض رئيس مجلس نواب طبرق عقيلة صالح والجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر، اللقاء الذي كان مقررا بينهم، لافتا إلى أن مسألة استقلال مؤسسة الجيش بقرارها بعيدا عن أي سلطة سياسية أمر غير مقبول.
وقال السراج، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن رفض اللقاء "كان مفاجئا وصادما بكل المقاييس، وكان من الممكن أن يكون اللقاء من أجل الاستماع لوجهات النظر، وسبل حل الاختناقات التي تعاني منها الحالة السياسية في البلاد"، لافتا إلى أنه عرض عليه "مناقشة شروط وضعت مسبقا من قبل حفتر وقادة في البرلمان" من دون أن يفصح عن شكل هذه الشروط وتفاصيلها.
وحول ما كان يود مناقشته في اللقاء، قال "لم نحمل أجندات محددة، فاللقاء كان مقررا لكي يستمع كل منا للآخر، ويرى وجهة نظره فقط، لنخرج بتفاهم أو تصور أولي ينتج عنه لقاءات أخرى موسعة، لكنني فوجئت بالرفض، بعد أن تأجل اللقاء أكثر من مرة، خلال اليومين". واستدرك "هذا لا يعني نهاية الأمر، فيمكن أن تكون هناك لقاءات عبر مسارات أخرى، ومن خلال شخصيات ليبية، ويمكن أن تكون لقاءات مجدية وينتج عنها شيء".
ونفى السراج أن يكون قد تعرّض لـ"ضغوط دولية من أجل الجلوس مع "حفتر" أو أن تكون أطراف أو شخصيات محلية ليبية رفضت حدوث اللقاء"، وقال: "أنا معنيّ بالتوافق، وقيادة جسم انبثق عن اتفاق ليبي، ولذا سأبذل أي جهد يمكن أن يصل بالوضع الحالي إلى بر الأمان، ولا أعتقد أن أي طرف أو شخص يعترض على هذا".
وحول النقاط التي أعلنت الخارجية المصرية عن الاتفاق عليها؛ قال: "كانت مجرد أفكار وتصورات ستتم مناقشتها مع السيد حفتر والسيد صالح، لكن اللقاء لم يحدث معهما، كما أن القطع بالاتفاق عليها يحتاج موافقة كل الأطراف".
وعن قبوله بتعديل الاتفاق السياسي وإعادة تشكيل حكومة الوفاق قال: "الأمر منوط بلجنة الحوار السياسي، والأطراف التي وقّعت على الاتفاق، الذي خرج منه المجلس الرئاسي، فإن قبلت بالتعديل، فنحن مستعدون لتنفيذ كل ما يترتب على هذا التعديل"، لافتا إلى أن مسألة استقلال مؤسسة الجيش بقرارها بعيدا عن أي سلطة سياسية أمر غير مقبول، وقال: "كل دول العالم لها جيوش، وكلها تخضع لمظلة سياسية، فما هو المختلف في بلدنا؟".
وبيّن السراج أن "دول الجوار الليبي ودول العالم بذلت المستطاع، وما زالت تسعى، وما يشاع من أن بلدا بعينه يدعم طرفا على حساب الآخر، لا دليل عليه"، وتابع "يجب ألا نلوم العالم على دعمنا أو التخلي عنا، فالواجب الكف عن هذا التعنت، والجلوس للاستماع لبعضنا، وحل مشاكلنا، ومن ثم نتوجه للعالم بقبول مواقفه أو رفضها".