انتقدت ميشيل باشليه، المفوضة السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، "اضطهاد" النشطاء المحتجزين في السعودية، مطالبة الرياض بالإفراج عنهم. في حين أعلنت الخارجية الأميركية عن زيارة وفد من واشنطن، لطبيب سعودي محتجز يحمل الجنسية الأميركية.
وقالت باشليه، في كلمة أمام مجلس حقوق الإنسان، وفق ما أوردت "رويترز"، إنّ "اضطهاد نشطاء مسالمين يتعارض بوضوح مع روح الإصلاحات الجديدة التي تقول السعودية إنّها تنفّذها".
كما دعت إلى إطلاق سراح ناشطات محتجزات في السعودية، تتردد تقارير عن تعرّضهن للتعذيب.
وقال دبلوماسيون ونشطاء، لـ"رويترز"، إنّ دولاً أوروبية ستحثّ السعودية، غداً الخميس، على إطلاق سراح الناشطات، والتعاون مع تحقيق تقوده الأمم المتحدة بشأن مقتل الصحافي جمال خاشقجي، في أول توبيخ للمملكة في مجلس حقوق الإنسان.
ويأتي البيان المشترك، الذي من المقرر تلاوته يوم الخميس، وسط تزايد المخاوف بشأن مصير محتجزين، وصفتهم جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان بأنّهم نشطاء من المدافعين عن حقوق المرأة، بعدما ذكر تقرير أنّ النيابة العامة تستعد لإحالتهم إلى المحاكمة.
وقال نشطاء إنّ أيسلندا تقود المبادرة، حيث حصلت على دعم الدول الأوروبية، وربما وفود دول أخرى أيضاً، من أجل توجيه انتقاد للسعودية، العضو في المجلس الذي يضم 47 دولة.
ودعا نشطاء، الرياض، إلى الإفراج عن ناشطين، بينهم المحامي وليد أبو الخير، والشاعر أشرف فياض، بالإضافة إلى نساء بينهن لجين الهذلول وإسراء الغمغام.
من جهة أخرى، قالت باشليه إنّها تأسف "لرفض" إسرائيل تقرير الأمم المتحدة عن قتل قواتها محتجين في قطاع غزة "من دون الرد على أي من القضايا الخطيرة جداً التي تمت إثارتها".
وتوصّل محققون مستقلون من المنظمة الدولية، الأسبوع الماضي، إلى أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي ربما ارتكبت "جرائم حرب" و"جرائم ضد الإنسانية"، عندما قتلت 189 فلسطينياً، وأصابت أكثر من 6100، خلال احتجاجات أسبوعية في غزة، العام الماضي.
وأضافت باشليه، مشيرة إلى الذكرى الأولى للاحتجاجات "يجب على جميع الأطراف المعنية ضبط النفس، مع اقتراب الثلاثين من مارس/آذار".
وفد أميركي يزور وليد فتيحي
من جهة أخرى، زار وفد أميركي، طبيباً سعودياً يحمل الجنسية الأميركية، معتقلاً في المملكة ضمن حملة "ريتز كارلتون" الشهيرة، التي طاولت أمراء ورجال أعمال ومسؤولين سابقين وحاليين في السعودية.
وذكرت "سي إن إن" الأميركية، عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الأربعاء، وفق ما نقلت "الأناضول"، أنّ وفداً من الخارجية الأميركية زار الطبيب السعودي الأميركي المعتقل في الرياض وليد فتيحي، والذي تناقلت تقارير تعرّضه للتعذيب.
ونقلت عن روبرت بالادينو، نائب المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، قوله إنّ واشنطن أثارت قضية فتيحي مع الحكومة السعودية.
وأكد بالادينو قيام وفد أميركي بزيارة فتيحي، الثلاثاء، وفي 20 فبراير/شباط الماضي، من دون تحديد مكان الزيارة.
Twitter Post
|
ونقلت "سي إن إن" تصريحات سابقة لمحامي فتيحي، هوارد كوبر، يؤكد فيها أنّ موكله "لم تطبق إجراءات قانونية في حالته، ولا يُعرف سبب اعتقاله".
والثلاثاء، طالبت حملة فتيحي، في بيان، السلطات السعودية والإدارة الأميركية، بإطلاق سراحه فوراً، مشيرة إلى تدهور حالته الصحية.
Twitter Post
|
ووليد فتيحي (55 عاماً) انتقل إلى الولايات المتحدة عام 1980، حيث درس الطب هناك، وعاد إلى السعودية عام 2006، وهو معروف بأنه داعم للحقوق المدنية في المجتمع السعودي.
وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، السبت الماضي، إنّ فتيحي، وهو طبيب تدرّب في جامعة "هارفارد"، سُجن في فندق "ريتز كارلتو" في الرياض وتعرّض للصفع، وكان معصوب العينين وجُرّد من ملابسه الداخلية وصُعق بالكهرباء، في جلسة تعذيب واحدة استمرت لمدة ساعة تقريباً.
ونقلت الصحيفة عن صديق الطبيب، الذي تحدّث شريطة عدم الكشف عن هويته لتجنّب الانتقام، قوله إنّ معذبي فتيحي يجلدون ظهره بشدة، لدرجة أنّه لا يستطيع النوم لأيام عدة. وقد وصف الطبيب الإساءات الجسدية لأقاربه.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أوقفت السلطات السعودية أكثر من 200 شخص، منهم 11 أميراً و4 وزراء كانوا على رأس عملهم آنذاك، وعشرات سابقين، ورجال أعمال، بتهم "فساد"، واحتجزتهم في فندق "ريتز كارلتون"، وأطلقت سراح الكثير منهم لاحقاً.