أعلن الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، اليوم الثلاثاء، عن عزمه على إجراء تعديل دستوري يحل بموجبه مجلس الشيوخ، ليتم استبداله بمجالس جهوية لكل ولاية. وهاجم ولد عبد العزيز زعماء المعارضة، معلناً عن مهلة أربعة أسابيع قبل انطلاق حوار سياسي.
واستعرض، خلال حشد جماهيري في مدينة النعمة شرقي موريتانيا، اليوم، ما وصفها بالإنجازات، التي حققتها حكومته، نافياً وجود أية أزمة اقتصادية في البلاد، على حد قوله.
واعتبر الرئيس الموريتاني أن المعطيات "تثبت عدم وجود أزمة اقتصادية"، وذلك في رد على اتهامات المعارضة، التي وصفها بـ"الكذب". كما اتهمها بـ"تضخيم تصريحات الوزراء بشأن تعديل الدستور، بغية التمديد للرئيس"، قائلاً، إن "المعارضة تبيح لنفسها ما تحرمه على الآخرين".
وتابع أنه لم يأت من أجلها (المعارضة)، وإنما جاء من أجل الشعب الموريتاني، داعياً إلى تجديد الطبقة السياسية الموريتانية، مؤكداً أن الديمقراطية لا تعني أن تحكُمَ المعارضة، معتبراً "أنها لن تحكم إلا عبر الشعب، والشعب لن يمنحها ثقته لأنه يعرفها".
وقال ولد عبد العزيز إنه سيدعو إلى تعديل دستوري عبر استفتاء شعبي، لحل مجلس الشيوخ واستبداله بمجالس جهوية لكل ولاية، معتبراً ذلك أفضل لتمثيل الولايات وتحقيق التنمية، مضيفاً أن هذا هو المقترح الوحيد الذي سيقدمه بشأن تعديل الدستور.
وذكر أنه "سيمهل المعارضة من ثلاثة إلى أربعة أسابيع، لقبول الدخول في حوار سياسي شامل"، لكن الحوار سينطلق مع من وصفها بـ "المعارضة المسؤولة"، مرحباً في الوقت ذاته "بكل من يلتحق بالحوار دون أية شروط ولنقاش كل شيء على الطاولة".
وأكد ولد عبد العزيز خلال مهرجانه في مدينة النعمة شرقي البلاد، أن منهج محاربة الفساد وإصلاح ما أفسدته المعارضة سيستمر، متهماً الأخيرة بأنها كانت مسؤولة عما آلت إليه البلاد خلال المراحل الماضية.
وخصص الرئيس الموريتاني الجزء الأكبر من خطابه للرد على ما تقول المعارضة إنه مخطط لبقاء الرئيس في الحكم، بعد انتهاء ولايته الأخيرة له، حسب الدستور، فيما تجنب ولد عبد العزيز التأكيد على تمديد ولايته أو تعديل الدستور، وأشار ضمناً إلى أن فترة حكمه لم تنته دستورياً، معتبراً أن المهم هو النهج والطريقة، وهي مستمرة حسب تعبيره.
وشهدت مدينة النعمة، عاصمة ولاية الحوض الشرقي، تدفق حشود شعبية قادمة من عدة ولايات لحضور المهرجان، الذي حشد له الحزب الحاكم وأحزاب الأغلبية، وسط اتهامات من المعارضة للنظام باستخدام وسائل الدولة وحشد القبائل لهذا المهرجان، الذي خصصه الرئيس للرد على المعارضة والدفاع عمّا يصفه بالإصلاحات التي تقوم بها حكومته.
ومن المتوقع أن يدشن الرئيس ولد عبد العزيز، خلال زيارته للولاية التي تدوم يومين، مشاريع تنموية وصحية في ولاية الحوض الشرقي، قبل أن يعود إلى العاصمة مساء غد الأربعاء.