وقال المتحدث باسم الرئاسة، إبراهيم قالن، للصحافيين، إن "وفدًا أميركيًا سيزور تركيا هذا الأسبوع"، مضيفًا أن الفريق الأميركي "سيبحث سبل تنسيق (الانسحاب) مع نظيره التركي".
وأضاف قالن أن بدء تفعيل آلية الانسحاب الأميركي من سورية "نتيجة دفع أردوغان ترامب لهذا القرار بدواع مقنعة خلال مكالمتهما الهاتفية في 14 ديسمبر/كانون الأول الجاري"، واصفًا المكالمة الهاتفية بين الرئيسين بـ"التاريخية".
وأكد قالن أن الولايات المتحدة وتركيا "يمكنهما القضاء على "داعش" وإرساء الاستقرار في المنطقة، وبهذا نكون قد اتخذنا خطوة مهمة حيال الحفاظ على وحدة التراب السوري".
وفي السياق أيضًا، أعلن قالن أن قوات بلاده ستواصل البقاء في محيط محافظة إدلب شمال غربي سورية، لتوفير الأمن والاستقرار للمنطقة. موضحاً أن لدى بلاده 12 نقطة مراقبة عسكرية في إدلب، وأكد أن تركيا ستواصل تعزيز وجودها العسكري هناك بموجب اتفاق "سوتشي".
وفي وقت سابق اليوم، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن التواجد العسكري التركي في إدلب متفقٌ عليه مع النظام السوري.
وشدد قالن على أن الانسحاب الأميركي المقرر لن يؤثر على التصدي لتنظيم "داعش" الإرهابي في شمال سورية، وتابع: "لن تتوقف مكافحة تنظيم داعش. تركيا ستظهر العزم نفسه ضد تنظيم داعش. من غير الوارد أن نبطّئ تصدينا للتنظيم".
وبيّن المتحدث ذاته أيضًا أن تركيا لا تحتاج في هذه المعركة إلى المليشيات الكردية التي تدعمها واشنطن، قائلًا "للتغلب على تنظيم الدولة الاسلامية، لا نحتاج إلى حزب العمال الكردستاني أو وحدات حماية الشعب الكردية".
وكشف قالن أن ترامب صرّح بأنه سيزور تركيا خلال 2019 تلبية لدعوة من الرئيس أردوغان.
وبعد اتصال هاتفي، أمس الأحد، بين الرئيسين دونالد ترامب ورجب طيب أردوغان، أكدت الرئاسة التركية أن الرئيسين "توافقا على ضمان التنسيق بين العسكريين والدبلوماسيين ومسؤولين آخرين في بلديهما لتفادي فراغ قد ينجم عن استغلال الانسحاب" الأميركي.
وكتب ترامب على "تويتر" أنه بحث مع أردوغان موضوع "تنظيم داعش والتزامنا المتبادل في سورية، والانسحاب البطيء والمنسق إلى حد بعيد للقوات الأميركية من المنطقة".
ومن ناحية أخرى، قال قالن: "لم نغلق الأبواب أمام شراء منظومات باتريوت ويمكننا دراسة المسألة، المهم في الأمر هو طبيعة وفحوى العرض الذي سيصلنا".
وشدد قالن على أن تركيا ستواصل كفاحها ضد الإرهاب بكل تصميم، وقال "ليس واردًا أن نأخذ إذناً أو موافقة لأجل ذلك، لا من إسرائيل ولا أي دولة أخرى".
وفي موضوع آخر، قال قالن: "لن نسمح بفرض سياسات أمر واقع تنتهك حقوق بلادنا المنبثقة عن القانون الدولي شرق المتوسط"، في إشارة إلى مساعي قبرص واليونان للاستحواذ على مصادر الطاقة، بشكل أحادي الجانب، لا سيما حول جزيرة قبرص بما يتجاهل حقوق تركيا والقبارصة الأتراك.
ترامب ينتقد حلفاءه
وفي السياق، انتقد ترامب، في تغريدة له عبر موقع "تويتر"، الدول الحليفة لبلاده، معتبرًا أنها "تستفيد من صداقتها مع الولايات المتحدة"، ليرد بذلك أيضًا على اتهامات طاولته بـ"عدم تقدير مبدأ التحالف مع الدول الأخرى"، عقب إعلانه بشكل أحادي، سحب قوات بلاده من سورية.
وقال: "إلى هؤلاء الأعضاء القليلين في مجلس الشيوخ، ويعتقدون أنني لا أقدر أن أكون متحالفاً مع الدول الأخرى، إنهم مخطئون، أنا أقدر ذلك".
وأضاف: "ما لا يعجبني هو عندما تستفيد العديد من هذه الدول (حليفة واشنطن) من صداقتها مع الولايات المتحدة، في الحماية العسكرية والتجارة"، دون تحديد بلدان بعينها.
وتأتي تغريدات ترامب على خلفية انتقاد نظيره الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأحد، قرار سحب القوات الأميركية من سورية، الذي اعتبر أن ما فعله ترامب لا يتوافق مع أساس أن "يكون الحليف محل ثقة".
(فرانس برس، الأناضول)