وحيّدت "هيئة تحرير الشام" خلال عشرة أيام من الاقتتال، فصائل تابعة للمعارضة السورية المسلحة كانت تشكل حجر عثرة أمامها، للسيطرة على كامل الشمال الغربي السوري الذي تقع محافظة إدلب في قلبه.
وكان فصيل "حركة نور الدين الزنكي" الضحية الأولى لـ"هيئة تحرير الشام"، إذ قضت الأخيرة عليه في الخامس من الشهر الجاري عقب السيطرة على بلدة قتبان الجبل، المعقل الأخير للحركة في ريف حلب الغربي، بعد أيام من اشتباكات دامية، قُتل وأصيب خلالها العشرات من عناصر طرفي القتال وسيطرت خلالها "الهيئة" على مدينة دارة عزة.
وانتزعت "تحرير الشام" أغلب القرى والبلدات التي كانت خاضعة لسيطرة "زنكي"، منها قرى دخلتها الجمعة من دون قتال بعد مفاوضات مع الأهالي، ما دفع مقاتلي الحركة إلى الانسحاب إلى منطقة عفرين شمال غربي حلب، ما يعني عمليا نهاية الحركة التي تأسست عام 2012.
كما حيّدت "الهيئة" فصيلي "بيارق الإسلام"، و"ثوار الشام" في مدينة الأتارب، أكبر مدن ريف حلب الغربي، بموجب اتفاق بينها ووفد من وجهاء المدينة الأحد الفائت، ينصّ على تسلم "الهيئة" حواجز المدينة والسلاح الثقيل، مع إبقاء السلاح مع المرابطين على جبهات النظام، وحل الفصيلين المذكورين.
وأجبرت "هيئة تحرير الشام" الأربعاء، "حركة أحرار الشام" الإسلامية على حلّ نفسها في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، بعد معارك خاطفة سيطرت خلالها "الهيئة" على العديد من القرى والبلدات، في المنطقة التي كانت الحركة تسيطر عليها منذ حين.
وبحسب الاتفاق، فقد حلّت "حركة أحرار الشام" نفسها في جبل شحشبو وسهل الغاب، على أن تتبع المنطقة إلى "حكومة الإنقاذ"، الذراع السياسية لـ"هيئة تحرير الشام"، إدارياً وخدمياً، على أن "يتم ترتيب الرباط والأعمال العسكرية في المنطقة بإشراف تحرير الشام، ويُسلّم السلاح الثقيل والمتوسط الموجود لدى الأحرار مع الإبقاء على السلاح الفردي".
وتوصلت "هيئة تحرير الشام" و"الجبهة الوطنية للتحرير" الخميس، إلى اتفاق ينهي الاقتتال الدائر بينهما منذ بداية العام الجاري، ونصّ على تبعية محافظة إدلب إدارياً لحكومة الإنقاذ التابعة لهيئة تحرير الشام.
ومنذ ظهور "جبهة النصرة"، الثقل الرئيسي في "هيئة تحرير الشام"، قضت على العديد من فصائل المعارضة السورية في شمال وشمال غربي سورية واستولت على أسلحتها. ولكن لا يزال للمعارضة السورية بعض ثقل عسكري في شمال غربي سورية، وخاصة في ريف حماة الشمالي حيث ينشط جيشا "النصر" و"العزة"، اللذان يقدر عددهما بـ 2000 إلى 2500 مقاتل لكل فصيل، واللذان اختارا مواجهة قوات النظام ومليشيات إيران وعدم الابتعاد عن العمل العسكري المحض، وهو ما أكسبها ثقة الشارع السوري المعارض.
كما لا يزال هناك وجود لفصائل تابعة للجبهة الوطنية للتحرير، أبرزها "فيلق الشام" الذي بات من أهم فصائل الجيش السوري الحر في إدلب ومحيطها، والذي يمتلك بين 14 إلى 16 ألف مقاتل، إضافة إلى وجود أقل تأثيراً لفصيل "أحرار الشام" بنحو 1700 مقاتل، وفصائل أخرى منها "الفرقة 23"، و"جيش إدلب الحر" الذين لا يتجاوز عدد مقاتليهم الألف مقاتل، و"صقور الشام" التي تمتلك نحو 1600 مقاتل، تتبع للجبهة الوطنية للتحرير التي تضم 11 فصيلاً عسكرياً معارضاً شمالي غربي سورية.
وينشط في شمال غربي سورية، إلى جانب "هيئة تحرير الشام"، تنظيمات متهمة بالإرهاب منها "الحزب التركستاني"، الذي يتمركز مقاتلوه في ريف إدلب الغربي وفي بعض مناطق سهل الغاب شمال غربي حماة. وهناك تنظيم "حراس الدين" الذي يضم مجموعات متطرفة تقدر بنحو 2500 عنصر، وله وجود في بعض مناطق ريف إدلب وريف اللاذقية الشمالي في جبلي التركمان والأكراد.