توقع وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إعادة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب لولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، التي ستجرى يوم الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال ظريف في برنامج حواري على منصة "إنستغرام"، مساء السبت، إنه "رغم جميع أخطاء ترامب في سياساته الكبرى، لكنني على قناعة بأن نسبة نجاحه مجدداً في الانتخابات الرئاسية الأميركية تفوق 50 في المئة".
وهاجم ظريف السياسات الأميركية تجاه بلاده، معتبراً أن ترامب "ارتكب خطأ فادحاً وقبيحاً" من خلال اغتياله قائد "فيلق القدس" الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، في ضربة جوية، مطلع العام الحالي في بغداد.
وأضاف الوزير الإيراني أن "ترامب ارتكب أخطاء أخرى خلال محاولته تعويض هذا الخطأ"، قائلاً إنه "لا يعرف كيف يخرج من أخطائه"، إلا أنه صرّح في الوقت ذاته بأن "ترامب لم يعد يصدق الأقاويل والأكاذيب التي كانت تقال له حول نهاية الجمهورية الإسلامية، لكنه كرئيس أميركا تابع سياسات خاطئة واليوم لا يعرف طريقة الخروج منها".
وفيما راجت أخيراً توقعات في إيران حول احتمال ترشيح ظريف للانتخابات الرئاسية القادمة، خلال مايو/أيار 2021 من قبل الإصلاحيين، رفض ظريف هذه الأنباء بشكل قاطع، مؤكداً أنه بعد انتهاء ولاية الحكومة سيعود إلى التدريس في الجامعة.
ويأتي ترجيح ظريف فوز ترامب في الانتخابات الأميركية المقبلة، بعد أيام من دعوة وجهها الرئيس الأميركي لإيران للتفاوض من أجل الوصول إلى "صفقة كبيرة"، وذلك بعد إنجاز صفقة تبادل سجناء بين البلدين، مخاطباً طهران بالقول: "لا تنتظروا حتى ما بعد الانتخابات (الرئاسية الأميركية) لإنجاز ذلك الاتفاق الكبير.. الآن يمكنكم إنجاز اتفاق أفضل".
ونقل ترامب الصراع القديم مع طهران إلى مرحلة جديدة وغير مسبوقة من التوتر منذ أكثر من عامين على خلفية انسحابه من الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما والمجموعة الدولية مع الحكومة الإيرانية عام 2015.
وبعد انسحابه من الاتفاق، فرض ترامب عقوبات شاملة ومشددة وغير مسبوقة على طهران، طاولت جميع مفاصل اقتصادها، مما وضعها أمام أزمة اقتصادية.
اقــرأ أيضاً
وشهد العامان الأخيران تصعيداً بين الطرفين في مياه المنطقة وأجوائها وساحات الاشتباك، كاد أن يشعل مواجهة عسكرية في عدة حالات، خصوصاً بعد إسقاط إيران طائرة مسيرة أميركية عملاقة في الخليج في الـ20 من يونيو/حزيران الماضي، حين قال ترامب إنه أمر بشن هجمات على إيران، لكنه تراجع عن ذلك لكون "الرد غير مناسب على إسقاط طائرة غير مأهولة يمكن أن يؤدي إلى مقتل 150 إيرانياً"، فضلاً عن تطورات اغتيال سليماني، بعدما ردت السلطات الإيرانية على ذلك بقصف قواعد أميركية في العراق.
وخلال الفترة الأخيرة، بعد اشتداد الأزمة الداخلية في الولايات المتحدة على خلفية تداعيات تفش واسع لكورونا الجديد والاحتجاجات الواسعة على مقتل المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد، رجّح مراقبون إيرانيون وآخرون في المنطقة والعالم احتمال خسارة ترامب الانتخابات لصالح منافسه الديموقراطي جو بايدن، وبات الإعلام الإيراني الرسمي يركز على المشكلات الداخلية لترامب، في تغطية مركزة لا تخلو من التعبير عن الفرح، لما آل إليه الوضع في غير مصلحة "العدو اللدود"، أي ترامب، على أمل أن يطيح به ويأتي بالمرشح الديمقراطي، عسى أن يكون أخفّ وطأة وعداوة من الرئيس الحالي، لكونه كان نائب أوباما عندما وقّع على الصفقة النووية مع إيران.
إلا أن تصريحات ظريف، مساء اليوم، وترجيحه فوز ترامب في الاستحقاق الانتخابي، يشيران إلى أن طهران ليست متفائلة بمغادرته البيت الأبيض، وأنها تضع في حساباتها فوزه لولاية ثانية، قد تكون مختلفة عن الأولى ويتخذ التوتر مساراً تصعيدياً أكثر من قبل، وسط تضاؤل فرص عودة الطرفين إلى طاولة التفاوض إلى حد كبير جداً، تكاد أن تصبح صفرية؛ فبعدما حاول ترامب كثيرا دفع إيران إلى طاولة التفاوض خلال العام الأخير من خلال دعوات مكررة لها تحت طائلة ممارسة استراتيجية "الضغوط القصوى"، عسى أن يوظف جلوسه مع الإيرانيين على طاولة التفاوض من دون تنازلات مسبقة في حملته الانتخابية الثانية؛ لن يعود لديه خلال ولايته الثانية ما يشجعه على مواصلة سياسة الدعوة إلى التفاوض، وربما يتجه نحو تصعيد التوتر معها أكثر من الدورة الأولى، كما يتوقع ذلك بعض المراقبين، أملاً أن ينجح في حسم الصراع معها عبر فرض الاستسلام عليها.
من جهة أخرى، فعلى الرغم من التوقعات بأن بايدن سيكون أقل حدة من غريمه الجمهوري في التعامل مع الملف الإيراني، إلا أن خسارة ترامب وقدوم رئيس ديمقراطي، لا يعني بالضرورة أن ذلك سيؤدي إلى اختراق ما في الأزمة القديمة المتجددة بين الطرفين، والدليل على ذلك أن بايدن نفسه ينشد مثل ترامب اتفاقاً جديداً مع طهران، حسب ما صرّح أخيراً، الأمر الذي يؤكد أنه لا يعتزم العودة إلى الاتفاق النووي شبه المنهار حالياً، ورفع العقوبات، وهما شرطان إيرانيان للتفاوض مع واشنطن مجدداً.
كما أن إيران نفسها لا تعول كثيراً على ما بعد ترامب في حال خسارته في الانتخابات، وهذا ما ينعكس في تصريح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، الأسبوع الماضي، حين قال: "لا نتصور بأن بقاء ترامب أو ذهابه سيؤدي إلى تطور خاص".
وهاجم ظريف السياسات الأميركية تجاه بلاده، معتبراً أن ترامب "ارتكب خطأ فادحاً وقبيحاً" من خلال اغتياله قائد "فيلق القدس" الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، في ضربة جوية، مطلع العام الحالي في بغداد.
وأضاف الوزير الإيراني أن "ترامب ارتكب أخطاء أخرى خلال محاولته تعويض هذا الخطأ"، قائلاً إنه "لا يعرف كيف يخرج من أخطائه"، إلا أنه صرّح في الوقت ذاته بأن "ترامب لم يعد يصدق الأقاويل والأكاذيب التي كانت تقال له حول نهاية الجمهورية الإسلامية، لكنه كرئيس أميركا تابع سياسات خاطئة واليوم لا يعرف طريقة الخروج منها".
وفيما راجت أخيراً توقعات في إيران حول احتمال ترشيح ظريف للانتخابات الرئاسية القادمة، خلال مايو/أيار 2021 من قبل الإصلاحيين، رفض ظريف هذه الأنباء بشكل قاطع، مؤكداً أنه بعد انتهاء ولاية الحكومة سيعود إلى التدريس في الجامعة.
ويأتي ترجيح ظريف فوز ترامب في الانتخابات الأميركية المقبلة، بعد أيام من دعوة وجهها الرئيس الأميركي لإيران للتفاوض من أجل الوصول إلى "صفقة كبيرة"، وذلك بعد إنجاز صفقة تبادل سجناء بين البلدين، مخاطباً طهران بالقول: "لا تنتظروا حتى ما بعد الانتخابات (الرئاسية الأميركية) لإنجاز ذلك الاتفاق الكبير.. الآن يمكنكم إنجاز اتفاق أفضل".
ونقل ترامب الصراع القديم مع طهران إلى مرحلة جديدة وغير مسبوقة من التوتر منذ أكثر من عامين على خلفية انسحابه من الاتفاق النووي الذي أبرمه سلفه باراك أوباما والمجموعة الدولية مع الحكومة الإيرانية عام 2015.
وبعد انسحابه من الاتفاق، فرض ترامب عقوبات شاملة ومشددة وغير مسبوقة على طهران، طاولت جميع مفاصل اقتصادها، مما وضعها أمام أزمة اقتصادية.
وخلال الفترة الأخيرة، بعد اشتداد الأزمة الداخلية في الولايات المتحدة على خلفية تداعيات تفش واسع لكورونا الجديد والاحتجاجات الواسعة على مقتل المواطن الأميركي الأسود جورج فلويد، رجّح مراقبون إيرانيون وآخرون في المنطقة والعالم احتمال خسارة ترامب الانتخابات لصالح منافسه الديموقراطي جو بايدن، وبات الإعلام الإيراني الرسمي يركز على المشكلات الداخلية لترامب، في تغطية مركزة لا تخلو من التعبير عن الفرح، لما آل إليه الوضع في غير مصلحة "العدو اللدود"، أي ترامب، على أمل أن يطيح به ويأتي بالمرشح الديمقراطي، عسى أن يكون أخفّ وطأة وعداوة من الرئيس الحالي، لكونه كان نائب أوباما عندما وقّع على الصفقة النووية مع إيران.
إلا أن تصريحات ظريف، مساء اليوم، وترجيحه فوز ترامب في الاستحقاق الانتخابي، يشيران إلى أن طهران ليست متفائلة بمغادرته البيت الأبيض، وأنها تضع في حساباتها فوزه لولاية ثانية، قد تكون مختلفة عن الأولى ويتخذ التوتر مساراً تصعيدياً أكثر من قبل، وسط تضاؤل فرص عودة الطرفين إلى طاولة التفاوض إلى حد كبير جداً، تكاد أن تصبح صفرية؛ فبعدما حاول ترامب كثيرا دفع إيران إلى طاولة التفاوض خلال العام الأخير من خلال دعوات مكررة لها تحت طائلة ممارسة استراتيجية "الضغوط القصوى"، عسى أن يوظف جلوسه مع الإيرانيين على طاولة التفاوض من دون تنازلات مسبقة في حملته الانتخابية الثانية؛ لن يعود لديه خلال ولايته الثانية ما يشجعه على مواصلة سياسة الدعوة إلى التفاوض، وربما يتجه نحو تصعيد التوتر معها أكثر من الدورة الأولى، كما يتوقع ذلك بعض المراقبين، أملاً أن ينجح في حسم الصراع معها عبر فرض الاستسلام عليها.
من جهة أخرى، فعلى الرغم من التوقعات بأن بايدن سيكون أقل حدة من غريمه الجمهوري في التعامل مع الملف الإيراني، إلا أن خسارة ترامب وقدوم رئيس ديمقراطي، لا يعني بالضرورة أن ذلك سيؤدي إلى اختراق ما في الأزمة القديمة المتجددة بين الطرفين، والدليل على ذلك أن بايدن نفسه ينشد مثل ترامب اتفاقاً جديداً مع طهران، حسب ما صرّح أخيراً، الأمر الذي يؤكد أنه لا يعتزم العودة إلى الاتفاق النووي شبه المنهار حالياً، ورفع العقوبات، وهما شرطان إيرانيان للتفاوض مع واشنطن مجدداً.
كما أن إيران نفسها لا تعول كثيراً على ما بعد ترامب في حال خسارته في الانتخابات، وهذا ما ينعكس في تصريح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، عباس موسوي، الأسبوع الماضي، حين قال: "لا نتصور بأن بقاء ترامب أو ذهابه سيؤدي إلى تطور خاص".