مباحثات جديدة بين بغداد وأربيل لحل خلافاتهما

19 يناير 2018
حوارات تمهيدية بين بغداد وأربيل(علي يوسف/فرانس برس)
+ الخط -
كشف أعضاء في البرلمان العراقي، اليوم الجمعة، عن فحوى المباحثات الجديدة التي تجري حالياً، بين حكومة إقليم كردستان وممثلين عن حكومة رئيس الوزراء، حيدر العبادي، بهدف حلحلة الأزمة، وإيجاد حلول مناسبة للطرفين، وسط جهود من قبل الأمم المتحدة لضمان استمرار الحوار والتواصل رغم صعوبة الملفات المطروحة للنقاش.

وأكّد القيادي في التحالف الوطني، النائب عباس البياتي، لـ"العربي الجديد"، أنّ "وفداً من الأمانة العامة لمجلس الوزراء التقى في الإقليم مع مسؤولين أكراد بحكومة كردستان لبحث ملف المطارات والمنافذ الحدودية"، مبيناً وجود "تقدم في المباحثات"، إلا أنه أشار إلى "عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بين الطرفين إلى الآن".

وأضاف البياتي أنّ "الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم شرعتا في إذابة الجليد في الحوارات التمهيدية للمفاوضات الشاملة التي من المؤمل أن تنطلق في بغداد قريباً في حال نجحت تلك المفاوضات التمهيدية كما هو مقرر لها"، حسب تعبيره.


ولفت، في هذا السياق، إلى أن "الحوار الآن لم يشمل الملفات الكبيرة، بل يناقش قضايا فنية يمكن اعتبارها تمهيدا أو تفكيكا أوليا للأزمة، من بينها ملف المطارات والمنافذ والمرتبات ووفقاً للدستور الذي أعلنت أربيل خضوعها له في وقت سابق".

وتدخل الأزمة بين بغداد وأربيل شهرها الرابع بعد اتخاذ بغداد إجراءات عقابية مشدّدة اتجاه الإقليم شملت حظراً جوياً، ثم عقوبات اقتصادية، قبل أن تطلق حملة عسكرية واسعة، استعادت خلالها السيطرة على نحو 38 ألف كيلومتر من المناطق التي سيطر عليها الأكراد شمال العراق، عقب اجتياح "داعش" الإرهابي للبلاد منتصف عام 2014 من بينها كركوك الغنية بالنفط.

وتعود جذور الأزمة إلى إجراء إقليم كردستان استفتاء الانفصال عن العراق في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، الأمر الذي رفضته بغداد بشدة.

من جهته، قال النائب علي الشويلي، إنّ "الخطوة الأولى لأي حل، هي اعتراف أربيل بالخطأ وإعلان إلغاء الاستفتاء، وهو ما لم يتم حتى الآن"، مبيناً أن "الحوارات، التي تصر الحكومة في بغداد على ضرورة أن تبقى ضمن الدستور، تحظى بتأييد واسع من قبل البرلمان والشارع العراقي أيضاً، ونأمل من أربيل تقديم نوايا طيبة لحل الأزمة سريعاً".

واعتبر الشويلي، أنّ "التمثيل السياسي للمواطن الكردي في داخل البرلمان والحكومة مهم وابتعادهم الحالي عن التمثيل في البرلمان أو الحكومة قد لا يساعد في حل الأزمة"، مشدداً على ضرورة "أن يتنازلوا ويعترفوا بخطأ عملية الاستفتاء التي أجريت وأنهم يمتثلون للحكومة المركزية وبذلك سوف تحل جميع المشاكل".

في المقابل، قال النائب عن الحزب "الديمقراطي الكردستاني"، عرفات كرم، لـ"العربي الجديد"، إن "المباحثات مستمرة وإيجابية أيضاً وأثمرت عن نتائج جيدة"، مطالبا "رئيس الوزراء بأن يلتزم أيضاً بالوعود التي قطعها على نفسه بخصوص كردستان، لأنه أحياناً يطلق تصريحات كثيرة جداً تضاهي في كثرتها تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لذلك أرجو أن يلتزم بهذه الوعود"، على حد قوله.

وأضاف كرم أن "العبادي حقق نصراً عسكرياً لكنه لم يحقق نصراً سياسياً، فإذا أراد أن يكون رئيس وزراء للشعب العراقي لابد أن يحقق النصرين معاً: العسكري والسياسي"، موضحاً أنّ "النصر السياسي اليوم هو حل المشاكل مع إقليم كردستان لأن الإقليم أعلن التزامه بالدستور ورحب بالحوار وجمد الاستفتاء".

وتساءل: "ما الذي ينبغي لحكومة إقليم كردستان أن تفعله؟"، لافتاً إلى أنه "حان الوقت لحوار جدي مثمر بحيث ينهي معاناة شعبنا، وإذا كنا حريصين على وحدة البلد لابد أن نحرص على وحدة الشعب، هذا الذي يجب أن يحصل. نحن نريد حواراً جدياً مثمراً لننهي هذه المشاكل".

وأضاف أن "هذه السياسات الخاطئة هي التي دفعتنا لإجراء الاستفتاء، لو التزموا بالدستور ولو حققوا هذه المصالحة الوطنية وحل المشاكل لما فكر الإنسان الكردي بالاستفتاء على الانفصال"، حسب تعبيره.