في الوقت الذي ينتظر فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والحلبة السياسية والحزبية قرار مراقب الدولة الإسرائيلي بنشر التقرير الرسمي عن العدوان الأخير على قطاع غزة عام 2014، أكدت لجنة عسكرية لجيش الاحتلال يرأسها جنرال في الجيش الإسرائيلي، يوسي بيخر، أن جيش الاحتلال لم يستعد كما يجب لمواجهة خطر الأنفاق الهجومية التي حفرتها المقاومة الفلسطينية. وأشار إلى أن قتلى الجانب الفلسطيني كان أقل مما كان يجب أن يكون عليه بالنظر إلى القوة التي استخدمها جيش الاحتلال.
وقالت اللجنة، إن ألوية سلاح البرية التي شاركت في قتال غزة لم تكن جاهزة لمواجهة الأنفاق بخطوات هجومية، لكن بفضل جملة من المناورات والخطوات الارتجالية التي نفذها الجنود وقادتهم العسكريون قبل أسابيع محدودة من شن العدوان. وتمكن جيش الاحتلال من توجيه ضربة قوية لشبكة الأنفاق الهجومية، وإن كان ذلك تم ببطء شديد أدى إلى استمرار القتال لأكثر من 50 يوماً.
وأوضح موقع "يديعوت أحرونوت" أن استنتاجات لجنة الفحص العسكرية نشرت اليوم، علماً بأنها كانت أنهت عملها بعد وقت قصير من تشكيلها قبل عامين، في الوقت الذي يدور فيه صراع شديد حول نشر نتائج تقرير مراقب الدولة الإسرائيلي عن العدوان المذكور، خصوصاً عن كل ما يتعلق باستعداد الاحتلال لمواجهة الأنفاق الهجومية قبل شن العدوان وحجم المناقشات والمداولات التي خصصها الكابينيت السياسي والأمني لمسألة الأنفاق المذكورة. كما جاء ذلك بعدما اتهم وزير التربية والتعليم، نفتالي بينت، بعد فشل العدوان، الكابينيت السياسي والأمني بأنه لم يخصص مداولات كافية للاستعداد لمواجهة هذه الأنفاق والسعي لتدميرها قبل وخلال العدوان.
ويحاول نتنياهو منع نشر تقرير مراقب الدولة، عبر استصدار قرار بهذا الخصوص من كل من لجنة مراقبة الدولة البرلمانية، أو لجنة الخارجية والأمن البرلمانية.
ووفقاً لما نشر في "يديعوت أحرونوت"، فإن اللجنة برئاسة بيخر، بينت أن خطر الأنفاق كان معروفاً للقوات البرية، لكن طرق هدمها ومهاجمتها خلال القتال لم تكن معروفة مسبقاً لدى قادة ألوية قوات البرية والقوات التي تدربت على القتال قبل شن العدوان.
وأكدت أنه بالإضافة إلى عدم معرفة قادة الألوية الميدانيين حجم هذه الأنفاق وعددها 30 نفقاً فإن طرق هدم هذه الأنفاق ومواجهتها لم يتم بموجب خطط عمليات منظمة ومنهجية، وأن مثل هذه الخطة لم تكن موجودة قبل العدوان.
وبيّن تقرير اللجنة العسكرية أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تمكنت على امتداد العدوان من السيطرة والتحكم بقواتها وكوادرها العسكرية بشكل جيد نسبياً، حتى آخر يوم من القتال، على الرغم من مئات الهجمات التي شنها الجيش الإسرائيلي، وخاصة النيران الدقيقة التي أطلقها الجيش.
ولفت الموقع إلى أن استنتاجات اللجنة تؤكد عدم صحة الصورة التي حاول المستويان السياسي والعسكري رسمها حول تحقيق العدوان الإسرائيلي "الجرف الصامد" للأهداف التي تم تحديدها بنجاح.