كما أعلن عبد العال عن خلو مقعد دائرة "تلا" بمحافظة المنوفية، وإعادة الانتخابات عليها بعد إسقاط عضوية السادات، بدعوى ثبوت الوقائع المنسوبة إليه، والمتضمنة إرساله بيانات تحمل إهانة للبرلمان إلى جهات أجنبية، من بينها الاتحاد البرلماني الدولي.
وقال عبد العال إن "السادات راسل جهات عدة بهدف تشويه مجلس النواب، ومن بينها رئاسة الجمهورية، مُدعياً أن المجلس كفل للسادات حق الدفاع عن نفسه في لجنتي القيم، والشؤون التشريعية"، معتبراً أن رئيس اللجنتين، بهاء الدين أبو شقة "يُميز جيداً بين الدلائل والقرائن".
وأضاف، أن الممتنعين والرافضين لقرار إسقاط العضوية "عليهم أن يتقدموا بمبررات قرارهم كتابياً إلى المجلس، عقب انتهاء الجلسة"، بهدف تخويف أي نواب لاحقاً من المعترضين على قرار الأغلبية بالمجلس النيابي.
من جهته، قال أبو شقة إنه "احتكم لضميره وتاريخه في تقريره الخاص بإسقاط عضوية السادات"، زاعماً أنه "لم يكن يبغى سوى الحق، والحقيقة المجردة"، وأنه "راعى الله الذي سيقف أمامه، في قراره، وتكوين هذه القناعة بشأن النائب".
وقاطع أعضاء تكتل (25 - 30) الجلسة، وهو تكتل معارض من داخل النظام.
وجاءت مقاطعة التكتل، الذي يضم 16 عضواً من مجموع 595 نائباً، لجلسة التصويت، اعتراضاً على الإجراءات التي شابتها، إذ غادروا جميعاً قاعة البرلمان، غاضبين، فور بدء التصويت النهائي، نداءً بالاسم، وتواجدوا في البهو الفرعوني، في انتظار انتهاء الجلسة لإعلان موقفهم بشكل رسمي.
وبدت واضحة حالة الحشد من جانب الكتل الرئيسية تحت قبة البرلمان، للدفع في إسقاط عضوية السادات، إذ صوّت نواب 5 محافظات من مجموع 27 محافظة على إسقاط العضوية، باستثناء عدد محدود من المتغيبين، ورفضه النائبان سمير غطاس، وطلعت خليل، وامتنع النائب عبد الحميد كمال عن التصويت.
عبد العال: اطلع بره!
وهدد عبد العال بإخراج النواب المخالفين من القاعة، عقب اعتراض النائب كمال أحمد على تقرير اللجنة التشريعية الخاص بإسقاط العضوية، الذي تلاه رئيس اللجنة، بهاء الدين أبو شقة.
وطالب رئيسُ البرلمان النائب بإبداء رأيه بعد انتهاء أبو شقة من تلاوة التقرير، وهو ما لم يحدث، إذ اكتفى بالاستماع إلى 4 نواب من المؤيدين.
كما طرد عبد العال، نائب شمال سيناء، حسام رفاعي، من الجلسة، لتسجيله موقفاً رافضاً لقرار الأغلبية، برفض التصويت على قرار إسقاط عضوية السادات.
وقال رفاعي في كلمته: "حفاظاً على كرامة مصر، وهيبتها، والبرلمان، وهيبته، وإيماناً مني بأن الشعب المصري الحر لا يمكن أن يختار نائباً خائناً للوطن، فأنا أرفض إسقاط عضوية النائب الزميل محمد أنور السادات".
واشتعل عبد العال، غضباً، قائلاً: "أرجو ألا تُسجل مواقف باعتبارك وطنياً أكثر من النواب، ولا أقبل الحديث منك، ولدي الكثير عنك، وسأقوله في الوقت المناسب.. أطلب منك أن تتوقف عن هذا، وإلا سأتخذ الإجراءات القانونية ضدك فوراً".
وأضاف، مخاطباً رفاعي: "الجميع يعلم جيداً موقفك الرافض لقانون الطوارئ، وممارساتك، ومواقفك في بعض المشكلات المتعلقة بسيناء.. وابتداءً من اليوم، لن أتهاون في المجلس، وعلى نواب سيناء الشرفاء اتخاذ موقف حاسم ضد النائب".
ورفض عبد العال، إعطاء الكلمة للنائب، مواصلاً حديثه: "هناك الكثير أمسكت عن الحديث فيه، وأرجو أن تتوقف عن هذا، فنحن لا نتجنى على أحد، وأنت تعرف نفسك جيدا"، فحاول رفاعي التعقيب، فما كان من رئيس البرلمان إلا القول له "اطلع بره!"