بعد أيام من عرض عسكري لطلاب الكلية الجوية، لاقتحام مسجد، خلال حفل تخريج الدفعة 83 جوية، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ووزير الدفاع، صدقي صبحي، ومسؤولين حكوميين، الأسبوع الماضي، نفذت قوات الجيش المصري قصفا بالمدفعية الثقيلة على مسجد الرفاعي بجنوب مدينة الشيخ زويد، بشمال سيناء، ليل الخميس الماضي، دون الكشف عن أسباب القصف.
وبسبب التعتيم الإعلامي الذي تفرضه السلطات المصرية حول العمليات التي ينفذها الجيش المصري، وفق قرار فرض الطوارئ المعمول به في سيناء، لم تتسنّ معرفة ضحايا القصف ومن كان مستهدفا بالقصف.
لكن صفحة "سيناء 24" بثت مساء أمس صورا وفيديو يوضح حجم الدمار الذي طاول المسجد، بعد أن قصفه الجيش بالمدفعية الثقيلة، مؤكدة أن "قصف المساجد في سيناء ليس هدفا مجسما للرصاص في عرض عسكري، لكنه واقع يعيشه أبناء سيناء"، في إشارة للعرض العسكري الذي شهده السيسي بالكلية الجوية الأسبوع الماضي.
وبينت الصفحة، في تدوينة لها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أن "قوات الجيش قصفت، الخميس، مسجد أبو رفاعي وعدداً من المنازل في جنوب الشيخ زويد، دون معرفة الأسباب التي دفعتهم لذلك".
يظهر الفيديو آثار القصف بالمدفعية الثقيلة، والتي أدت لتخريب المسجد وتدمير أجزاء منه في الداخل والخارج.
في سياق متصل، كشف حقوقيون سيناويون، مساء أمس، عن اتساع حجم الدمار الذي لحق بقرية أبو طويلة بالشيخ زويد، بعد القصف العشوائي العنيف للجيش على البلدة، حيث انهارت مئذنة المسجد الرئيسي بالقرية والمدرسة الابتدائية الوحيدة، وسوق البلدة الرئيسية.
واضطر المئات من أهالي البلدة للنزوح عنها إلى أماكن أكثر أمنا خوفا من القصف العشوائي المتعمد لبيوتهم، بدعوى أنهم يأوون "إرهابيين".
وتنفذ قوات الجيش، عمليات عسكرية متواصلة، بأسماء مختلفة، منها "حق الشهيد، 1، 2،3"، خلّفت آلاف المهجّرين والقتلى، وهدم المنازل والمستشفيات والمدارس، كما شملت المرحلتان الأولى والثانية من حملة "إخلاء رفح المصرية" بمساحة ألف متر بطول الشريط الحدودي، نسفت خلالها عدة مساجد هي: النصر، وقباء في ميدان صلاح الدين، والفاتح بحي قشطة، ومسجد الوالدين بحي الصرصورية شرق رفح.
وأفاد شهود عيان بأن عملية النسف تتم غالبا ليلا، بوضع كميات كبيرة من المتفجرات، يتم تفجيرها عن بُعد.
وكان مجلس النواب المصري وافق مؤخرا، على تمديد الطوارئ للمرة الخامسة في عدد من مدن شمال سيناء، لمدة ثلاثة أشهر، من الساعة السابعة مساءً حتى الساعة السادسة من اليوم التالي.