على خلاف ما كان متوقعاً بإمكانية استئناف القوات العراقية هجماتها لتحرير مناطق جديدة في الموصل التي دخلت معارك استعادتها اليوم الحادي والسبعين، شهدت معظم محاور القتال بروداً واضحاً، باستثناء المحور الشرقي الذي شهد مناوشات متقطعة وقصفاً متبادلاً بقذائف الهاون بين الجانبين.
طيران التحالف فقط خرق السكون الذي لف أغلب محاور الموصل، حيث نفذ قرابة الثلاثين غارة على مواقع مختلفة داخل الموصل، استهدفت تجمعات وتحصينات للتنظيم الإرهابي، بينما قصفت المدفعية الفرنسية والأميركية مواقع أخرى، قرب تلكيف الضاحية الشمالية للموصل التي ما زالت تحت سيطرة التنظيم.
وفي حين أكد مسؤولون عسكريون بالجيش العراقي أن" توقف المعارك هو هدف عسكري تعبوي، وسيتم استئناف الهجمات قريبا"، قال ضابط عراقي لـ"العربي الجديد" إن "المعركة توقفت لإعداد وتجهيز أوراق جديدة، نستطيع من خلالها أن لا نفقد طفلاً أو امرأة، فالمعركة طاحنة وأي تماس يعني أن هناك مدنيين سيقتلون ونحن لا نريد ذلك ولا نتمنى ذلك".
من جهته، أعلن قائد عسكري ميداني لـ"العربي الجديد" أنّ "قوات الجيش العراقي أرسلت المزيد من التعزيزات العسكرية الى جبهات القتال في مدينة الموصل، لدعم المعركة واستعادة زخمها، وتنشيط محاور القتال لاستئناف تقدم القوات العراقية للسيطرة على مركز مدينة الموصل".
وقال العميد محمد طالب من قيادة عمليات نينوى لـ"العربي الجديد" إن "قوات من الفرقة الأولى والفرقة الخامسة عشرة والفرقة الثامنة، وصلت إلى الموصل لدعم قوات جهاز مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية في محاور القتال، بموجب الخطط الأمنية الجديدة التي أعلنت عنها سابقاً قيادات الجيش العراقي".
إلى ذلك، شهد اليوم أيضاً هجمات انتحارية مكثفة بلغت 12 عملية غالبيتها بسيارات مفخخة كان المحور الشرقي والغربي الأكثر تعرضاً لها وتبناها تنظيم "داعش".
وقال العقيد أحمد الجبوري الضابط في قيادة شرطة نينوى لـ"العربي الجديد" "إنّ خمس هجمات انتحارية نفذها "داعش" بواسطة انتحاريين استهدفت شرق الموصل، وأدت إلى مقتل وإصابة 55 مدنياً وعسكرياً".
وأشار إلى أنّ "القوات الأمنية العراقية فرضت على الفور إجراءات أمنية مشددة في منطقة كوكجلي، حيث وقعت الهجمات وأعلنت حظراً للتجول على المدنيين وحركة المركبات المدنية، بينما انتشرت قوات الجيش العراقي والشرطة المحلية، في شوارع المنطقة تحسباً لحدوث هجمات مماثلة".