أعلن مسؤولون عسكريون في بغداد، اليوم السبت، عن بدء نقل وحدات قتالية من الجيش والشرطة الاتحادية وجهاز مكافحة الإرهاب من بغداد وتلعفر إلى مدينة الحويجة، تمهيدا لبدء الحملة العسكرية التي كشفت عنها الحكومة العراقية لتحرير المدينة الواقعة في محافظة كركوك والتي يسيطر عليها تنظيم "داعش" الإرهابي منذ نحو ثلاث سنوات.
وقال العميد الركن حسين الساعدي، من قيادة عمليات دجلة في الجيش العراقي، لـ"العربي الجديد"، إن ثلاث وحدات تحركت من بغداد إلى مشارف الحويجة، موضحا أن ذلك ترافق مع انتقال وحدات قتالية مماثلة من تلعفر التي تم تحريرها أخيرا، حيث سيلتقي الجميع على مشارف بلدة الزوية والرياض قرب الحويجة استعدادا للهجوم.
وأضاف أن الحجم المتوقع للقوات المشاركة سيكون كبيرا بسبب مساحة الرقعة الكبيرة التي يسيطر عليها "داعش".
من جانبها، قالت خلية الإعلام الحربي التابعة للحكومة العراقية، في بيان مقتضب لها، السبت، إن "قطعات إضافية تابعة لقيادة قوات الشرطة الاتحادية انطلقت من بغداد لتشارك في عمليات قادمون يا حويجة".
و"قادمون يا حويجة" هو الاسم الذي أطلقته بغداد على الحملة العسكرية المرتقبة لتحرير المدينة.
وكشف مسؤول محلي عراقي في كركوك لـ"العربي الجديد" عن وجود نحو 2500 مقاتل من "داعش" في الحويجة، غالبيتهم عراقيون وسوريون.
وقال عضو مجلس قضاء الحويجة، أحمد العبيدي، لـ"العربي الجديد"، إن الحكومة أنهت خطة الاقتحام، وسيكون الغطاء الجوي لقوات التحالف الدولي واسعا انطلاقا من قاعدة انجرليك التركية، مبينا أن الآمال معقودة على عدم تسجيل خسائر في صفوف المدنيين الذين يقدر عددهم ما بين 80 إلى 100 ألف شخص يمنع "داعش" خروجهم منها ويتخذهم دروعا بشرية له.
ولفت إلى أن مسألة الممرات الآمنة تم أخذها في الحسبان بالنسبة للمدنيين، مؤكدا أن موضوع مشاركة البشمركة في العملية غير محسوم حتى الآن.
وحول موعد العملية، أكد العبيدي أنها قد تبدأ خلال أيام بعد اكتمال وصول جميع وحدات الجيش القتالية إلى المنطقة.
وتعد مدينة الحويجة رابع أكبر قضاء إداري في العراق، وتقع في محافظة كركوك إلى الجنوب الغربي منها، ويعيش أغلب سكانها على الزراعة، ومنها يمر نهر دجلة وفرعه الرئيسي نهر الزاب.
كما تعتبر الحويجة ثاني أكبر مصدر للمنتجات الزراعية في العراق، وتضم عدداً من المدن والبلدات التابعة لها، أبرزها العباسي والرياض والرشاد والزاب، ويطلق على الحويجة تسمية (كحل العين)، كتعبير عن جودة أراضيها الزراعية ومحاصيلها.
وسيطر "داعش" على المدينة في 13 يونيو/حزيران 2014، بعد يومين من سقوط الموصل، حيث انسحبت قوات الجيش والشرطة من المدينة، بعد انكسار الوحدات المماثلة لها في الموصل وباقي مدن نينوى، لتسقط على إثرها مدينة تكريت العاصمة المحلية لمحافظة صلاح الدين.