أطلقت روسيا تصريحين مُتزامنين، أظهرا تناقضاً في موقفها، حول انسحاب قوات النظام السوري والمليشيات المساندة لها من مدينة البوكمال، حيث نفى "قائد المجموعة العسكرية الروسية في سورية" انسحاب قوات النظام من مدينة البوكمال الحدودية مع العراق، بعد سيطرتها عليها مؤخراً، بينما اعترفت "القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية" بالانسحاب.
ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن المسؤول العسكري قوله إن "كل ما أعلنه تنظيم "داعش" الإرهابي وتداولته مصادره الإعلامية خارج سورية بأن القوات الحكومية السورية تركت مدينة البوكمال، وانسحبت إلى مواقع خلفية بعيداً عن المدينة، عبارة عن أقاويل دعائية لا أساس لها من الصحة"، موضحاً أن "المدينة تسيطر عليها القوات المسلحة السورية بالكامل وبدعم من حلفائها منذ يوم الجمعة".
وتزامناً مع تصريح قائد المجموعة العسكرية الروسية في سورية، اعترفت "القناة المركزية لقاعدة حميميم العسكرية" عبر منشورٍ على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بانسحاب قوات النظام من البوكمال.
وقالت القناة: "سنقدم الدعم الجوي المناسب للقوات الحكومية البرية التي تواجه تنظيم داعش الإرهابي في مدينة البوكمال السورية لاستعادة السيطرة عليها مجدداً".
وشدّدت على ضرورة "بذل القوى الإقليمية الفاعلة في المنطقة مزيداً من الجهود في سبيل هزيمة الإرهاب، للانتقال إلى الحل السياسي في سورية، بدلاً من العمل على إطالة أمد الصراع الدائر في البلاد".
هجمات للنظام في البادية
وفي سياق آخر، شنّت قوات النظام السوري، فجر اليوم الإثنين، هجوماً على مواقع "داعش" في البادية السورية. وقالت مصادر محلية لـ "العربي الجديد"، إن "اشتباكاتٍ عنيفة دارت بين قوات النظام وتنظيم "داعش" في محيط المحطة الثانية الواقعة على الحدود الإدارية لمحافظة حمص قرب البادية السورية"، موضحةً أن الاشتباكات جاءت جراء هجوم لقوات النظام على المنطقة.
وأضافت المصادر، أن قوات النظام والمليشيات المساندة توغّلت، منذ فجر اليوم، في المساحات الفارغة من بادية دير الزور، انطلاقاً من مواقعها في مدينة الميادين شرقي المحافظة.
وأسفر هذا الهجوم، عن توغّل قوات النظام بعمق 30 كيلومتراً من الطريق الذي يصل مدينة الميادين بقاعدة "T2" مروراً بالبادية السورية.
وتحدّثت وسائل إعلام موالية للنظام عن نية قواته الوصول إلى الحدود العراقية على البادية، لتضييق الخناق على عناصر التنظيم داخل مدينة البوكمال، التي ادعت قوات النظام سيطرتها عليها منذ أيام، لكنها لم تؤكد ذلك بأي مشاهد مصورة من داخلها.
ويرجّح مراقبون أن هذا الهجوم جاء في محاولةٍ لقطع أي إمدادات لعناصر التنظيم داخل البوكمال، ولا سيما بعد فشل قوات النظام ومليشيات عراقية موالية لها باقتحام المدينة حتى الآن.