كُسرت قلعة "داعش" في الموصل، وها هي مواقعه تتهاوى على حدود لبنان الشرقية مع سورية. عاش العراقيون والسوريون واللبنانيون رعب التنظيم على مدى سنوات، قبل أن يظهر الحجم الفعلي لقدراته الميدانية بعد سقوط الهالة الإعلامية التي أحاط نفسه بها، والتي ساهمت عدسات الإعلام في تضخيمها بشكل كبير، إما لأهداف تحذيرية أو لمنح خصوم التنظيم مشروعية إضافية عبر تضخيم شبح آلة القتل المُستجدة. هم مقاتلون عاديون إذا صح التعبير.
لم يُقدموا أية معارك استثنائية أو يُظهروا بسالة خارقة في الدفاع عن أي موقع احتلوه. ولم يُظهروا أي فروسية خلال "فتح" البلدات والمدن وضمها للخلافة المزعومة. بطولاتهم الوحيدة أُخرجت على طريقة إجرام أمام أسرى مُكبّلين. آخر صورهم الفعلية أتت من الحدود اللبنانية السورية. تحدث أحد أمرائهم عن "لعبة" قادتهم إلى التحصن في الجرود اللبنانية - السورية المُختلطة. تحدث وكأنه لم يكن جزءاً من تنظيم قتل عسكريين ومدنيين لبنانيين. اللعبة انتهت بالنسبة إليه فسلم نفسه إلى "حزب الله"، النقيض الطائفي لـ"داعش" الذي يحارب إلى جانب 3 أنظمة في المنطقة (لبنان، سورية، العراق)، وربما رابع في اليمن. كما انتشر تسجيل لوصية أحد الانتحاريين الفاشلين في الجرود. حاول الرجل التقدم بسيارة مفخخة باتجاه مواقع الجيش، ففجر عناصره سيارته قبل أن يصل. فقد الرجل حياته من دون مقابل. جمعت الجرود هذين النموذجين من "رجال داعش" في بقعة جغرافية محصورة من دون أن تجمعهما عقيدة واحدة أو إرادة واحدة. سلّم "الأمير" نفسه ومضى المُغرر به إلى نهاية تافهة. تحدث ثالث منهم إلى العدسات التي واكبت عملية الاستسلام نافياً أن يكون قتال العناصر من أجل دين أو قضية. هكذا أنهت كلمات قليلة أسطورة عاشها اللبنانيون لسنوات طويلة عن الرعب القادم من الشرق. وبقدر ما كانت التفجيرات الانتحارية التي نفذها عناصر التنظيم في عدد من المناطق اللبنانية حقيقية، بقدر ما كانت صورة مقاتليه هشة عند اقتراب لحظة النهاية. وهي لحظة كان يمكن أن تُسجل العام الماضي أو الذي سبقه، ولكن غياب الإرادة الرسمية قتل اللبنانيين كما قتلتهم تفجيرات "داعش". وعلى بعد عشرات الكيلومترات وفي مدينة صيدا تحديداً تحّركت بيادق داعشية أُخرى، وافتعلت معركة مع مقاتلي "حركة فتح" في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين. تخمد تلك البنادق وتتحرك بالتزامن مع أحداث سياسية أو أمنية محلية. حرّكت زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى لبنان البنادق. ثم حرّكتهم أحداث الحدود اللبنانية السورية. وفي كل مرة يغيب القرار الفتحاوي عن الحسم. وإن اختلفت أسباب غياب القرار الفلسطيني الذي تمثله قوة "فتح" العسكرية في المخيم، فإن النتيجة واحدة: دوماً يغيب القرار عند خصوم "داعش". وفي أحسن الأحوال يتحول أعداء التنظيم كحزب الله والحشد الشعبي إلى نقيض طائفي لتتواصل بهم جميعاً الحروب الطائفية في المنطقة.
لم يُقدموا أية معارك استثنائية أو يُظهروا بسالة خارقة في الدفاع عن أي موقع احتلوه. ولم يُظهروا أي فروسية خلال "فتح" البلدات والمدن وضمها للخلافة المزعومة. بطولاتهم الوحيدة أُخرجت على طريقة إجرام أمام أسرى مُكبّلين. آخر صورهم الفعلية أتت من الحدود اللبنانية السورية. تحدث أحد أمرائهم عن "لعبة" قادتهم إلى التحصن في الجرود اللبنانية - السورية المُختلطة. تحدث وكأنه لم يكن جزءاً من تنظيم قتل عسكريين ومدنيين لبنانيين. اللعبة انتهت بالنسبة إليه فسلم نفسه إلى "حزب الله"، النقيض الطائفي لـ"داعش" الذي يحارب إلى جانب 3 أنظمة في المنطقة (لبنان، سورية، العراق)، وربما رابع في اليمن. كما انتشر تسجيل لوصية أحد الانتحاريين الفاشلين في الجرود. حاول الرجل التقدم بسيارة مفخخة باتجاه مواقع الجيش، ففجر عناصره سيارته قبل أن يصل. فقد الرجل حياته من دون مقابل. جمعت الجرود هذين النموذجين من "رجال داعش" في بقعة جغرافية محصورة من دون أن تجمعهما عقيدة واحدة أو إرادة واحدة. سلّم "الأمير" نفسه ومضى المُغرر به إلى نهاية تافهة. تحدث ثالث منهم إلى العدسات التي واكبت عملية الاستسلام نافياً أن يكون قتال العناصر من أجل دين أو قضية. هكذا أنهت كلمات قليلة أسطورة عاشها اللبنانيون لسنوات طويلة عن الرعب القادم من الشرق. وبقدر ما كانت التفجيرات الانتحارية التي نفذها عناصر التنظيم في عدد من المناطق اللبنانية حقيقية، بقدر ما كانت صورة مقاتليه هشة عند اقتراب لحظة النهاية. وهي لحظة كان يمكن أن تُسجل العام الماضي أو الذي سبقه، ولكن غياب الإرادة الرسمية قتل اللبنانيين كما قتلتهم تفجيرات "داعش". وعلى بعد عشرات الكيلومترات وفي مدينة صيدا تحديداً تحّركت بيادق داعشية أُخرى، وافتعلت معركة مع مقاتلي "حركة فتح" في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين. تخمد تلك البنادق وتتحرك بالتزامن مع أحداث سياسية أو أمنية محلية. حرّكت زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إلى لبنان البنادق. ثم حرّكتهم أحداث الحدود اللبنانية السورية. وفي كل مرة يغيب القرار الفتحاوي عن الحسم. وإن اختلفت أسباب غياب القرار الفلسطيني الذي تمثله قوة "فتح" العسكرية في المخيم، فإن النتيجة واحدة: دوماً يغيب القرار عند خصوم "داعش". وفي أحسن الأحوال يتحول أعداء التنظيم كحزب الله والحشد الشعبي إلى نقيض طائفي لتتواصل بهم جميعاً الحروب الطائفية في المنطقة.