وأكد ضابط في شرطة ديالى أن القوات العراقية، ومليشيا "الحشد الشعبي" كثفت وجودها خلال الأيام الماضية في بعض المناطق الممتدة حتى الحدود مع إيران، وعدد من القرى التي وردت معلومات عن إيوائها عناصر تنظيم "داعش"، موضحا لـ"العربي الجديد" أن الانتشار الأمني ركز على بلدة المخيسة شمال شرق ديالى التي تشهد توترا أمنيا منذ الشهر الماضي.
وبيّن أن المعلومات الاستخبارية تشير إلى انتشار عناصر من تنظيم "داعش" في قرى تابعة للبلدة، مؤكدا أن الأمر لا يقتصر على المخيسة، إذ يوجد العشرات من مقاتلي التنظيم في جبال حمرين (شمال شرق ديالى) الواقعة في منطقة جغرافية وعرة تصعّب أمر ملاحقتهم.
وفي السياق، قال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى، صادق الحسيني، إن سلطات المحافظة اتخذت إجراءات أمنية جديدة تهدف إلى تجفيف منابع الإرهاب في بلدة المخيسة، موضحا خلال تصريح صحافي أن الإجراءات ستشمل فتح طرق رئيسية من مناطق أخرى في ديالى باتجاه المخيسة.
وبيّن أن المخيسة ومناطق أخرى تشهد نشاطا إرهابيا متزايدا، مطالبا بتدخل سريع لمنع تمدد الجماعات الإرهابية. وأشار إلى وجود إجراءات أمنية من أجل إنهاء عزلة المخيسة، مؤكدا أن المرحلة المقبلة ستشهد نشر قوات استخبارية لرصد التحركات المشبوهة.
في الأثناء، عبّر زعماء محليون عن خشيتهم من تحول هذه الإجراءات إلى ورقة لتصفية الحسابات في بعض مناطق ديالى.
وأكد حميد الجبوري، وهو أحد زعماء القبائل المحليين في ديالى أن الجميع يقف خلف القوات العراقية في حربها على الإرهاب، مشيرا في حديث لـ"العربي الجديد" إلى تأييده تحركات ضبط الأمن.
واستدرك "إلا أن هذا الأمر يكون مرفوضا إذا تحول إلى ورقة لتصفية الحسابات من قبل بعض فصائل الحشد الشعبي"، موضحا أن بعض المناطق التي يشتبه بوجود عناصر لـ"داعش" في أطرافها تعرضت قبل أيام إلى قصف عشوائي بقذائف الهاون، الأمر الذي تسبب بأضرار للمدنيين.
وعلى الرغم من تأكيد القيادات السياسية والأمنية في ديالى بشكل متكرر قدرتهم على ضبط الأمن، إلا أن المحافظة تشهد خروقات أمنية متكررة، وقال مسؤولون عراقيون في وقت سابق من الشهر الحالي إن قوات من الجيش عاودت وضع عشرات الكتل الخرسانية التي تعرف بالعراق شعبيا باسم "الصبّات"، وكانت البداية من بلدة المخيسة، بسبب تراجع الأمن في ديالى خلال الأسابيع الماضية بفعل هجمات إرهابية، وأخرى لمليشيات مرتبطة بإيران.