يغيب العاهل المغربي، الملك محمد السادس، عن حضور القمة العربية العادية الثامنة والعشرين المنعقدة اليوم الأربعاء في الأردن، ليستمر في "مقاطعته" القمم العربية التي لم يحضرها منذ دورة 2005 التي انعقدت بالجزائر.
وكانت أخبار قد راجت أخيرا عن إمكانية حضور ملك المغرب للقمة العربية، خاصة بعد زيارة العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، للرباط قبل أيام، وبعد تصريحات وزير الخارجية المغربية، صلاح الدين مزوار، الذي تحدث عن توجه إيجابي للقمة الجديدة.
ولم تقدم الرباط أية توضيحات أو أسباب عن غياب العاهل المغربي، فيما اعتبر مراقبون أن الملك يستمر في موقفه الرافض لحضور القمم العربية، بالنظر إلى تحولها إلى "مناسبات مجاملة".
وعكس تبرير الرباط سابقا برفض حضور الملك القمم العربية، تحدث صلاح الدين مزوار عن "وجود إرادة قوية لإنجاح القمة العربية وإعطاء إشارات إيجابية للمنتظمين العربي والدوليّ"، مبرزا أن "الخلافات لا تمنع من حضور منهجية تسير في اتجاه إيجابي".
وقال مزوار، الذي يحضر القمة العربية، إن "الحضور المتميز والمكثف لزعماء الدول العربية في اجتماعات القمة على مستوى القادة يؤكد، في حد ذاته، أن هناك إرادة للتقدم في العمل المشترك وتوحيد الصف العربي".
ويحضر عدد كبير من قادة وملوك ورؤساء الدول العربية في قمة البحر الميت بالأردن، بخلاف القمة السابقة في موريتانيا التي شهدت عددا مقلصا من الزعماء العرب، ما أعطى الانطباع بـ"فشلها" في تحقيق غايتها.
وكان المغرب قد اعتذر عن احتضان القمة العربية العادية السابعة والعشرين، بمبرر أن "القمم العربية باتت مفرغة من الفعالية والنجاعة"، قبل أن تتكفل موريتانيا باحتضانها صيف 2016.
وزارة الخارجية المغربية أكدت، حين قررت الاعتذار عن تنظيم القمة العربية التي كان من المفترض أن يحتضنها المغرب في أبريل/نيسان الماضي، أن "القمة ستكون مجرد مناسبة للمصادقة على توصيات عادية، وإلقاء خطب تعطي انطباعا خاطئا عن الوحدة والتضامن بين دول العالم العربي".