لليوم الثالث على التوالي، تواصلت المواجهات بين القوات اليمنية ومسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، في مدينة التحيتا، جنوب الحديدة، غربي البلاد، فيما أعلنت مصادر تابعة للجماعة، عن سقوط نحو عشرة قتلى وجرحى من جراء غارة جوية لـ"التحالف" في محافظة تعز.
وأفادت مصادر محلية في محافظة الحديدة لـ"العربي الجديد" بأن المواجهات تواصلت اليوم في مدينة التحيتا، مركز المديرية التي تحمل الاسم ذاته، جنوب الحديدة، وسقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين لم يعلن أي منهما تفاصيل رسمية حول أعدادهم.
ووفقاً للمصادر، تمكنت قوات الشرعية من التقدم في أحياء جديدة بالمدينة، فيما يعيش السكان وضعاً حرجاً من جراء المواجهات المستمرة منذ ثلاثة أيام واستهداف خزانات المياه بقذائف وجهت الاتهامات إلى الحوثيين بإطلاقها.
وكانت القوات الحكومية المدعومة من "التحالف" قد أطلقت، يوم الجمعة الماضي، عملية للتقدم في مركز مديرية التحيتا الساحلية، في محاولة منها لقطع طرقات حاول الحوثيون من خلالها تنفيذ هجمات على القوات المنتشرة على امتداد الخط الساحلي جنوب المدينة.
وتسيطر القوات اليمنية على المناطق الممتدة في الشريط الساحلي جنوب الحديدة، وحتى قرب المطار. وتقول مصادر ميدانية إن أهمية التقدم الذي حققته الشرعية في الأيام الماضية يؤمن الشريط الساحلي للمديرية ذاتها، من هجمات الحوثيين، الذين لا يزالون يبسطون سيطرتهم على غالبية مناطق الحديدة، بما فيها المدينة والميناء الاستراتيجي.
وكانت حدّة الحملة العسكرية التي دشنتها القوات الحكومية بدعم "التحالف" قد خفت منذ ما يقرب من أسبوعين، على ضوء الجهود الدولية التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة، مارتن غريفيث، لمنع مزيدٍ من التصعيد عن المدينة، مع التهديد الذي يشكله على خطوط الإمدادات بالمواد الغذائية والمساعدات الإنسانية عبر الميناء.
وقتل ستة مدنيون وجرح أربعة آخرون، اليوم باستهداف طيران التحالف مناطق زراعية في الضواحي الجنوبية لمحافظة تعز اليمنية.
وقال الصحافي والناشط الحقوقي محمد الصهباني لـ"العربي الجديد"، إن ستة مدنيين، بينهم طفل، قتلوا، فيما جرح أربعة آخرون إثر غارة لطيران التحالف العربي استهدفت منطقة تسمى شعب الداخل، وتقع على تخوم مديرية الصلو المحاذية لمديرية خدير جنوبي محافظة تعز.
وأوضح الصهباني (من أبناء مديرية خدير جنوبي تعز) أن المنطقة قريبة من ثكنة عسكرية تابعة لمسلحي جماعة "أنصارالله" (الحوثيين)، لكن الغارة بدلاً من استهداف الثكنة العسكرية استهدفت مزارعين يعملون في زراعة القات.
جلسةٌ أولى لبرلمان "المجلس الجنوبي"
إلى ذلك، شهدت مدينة عدن، جنوبي اليمن، اليوم، تدشين أول جلسة لما يُسمى بـ"الجمعية الوطنية الجنوبية"، التي تأسست العام الماضي، وجرى تقدميها كـ"برلمان جنوبي" لـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، المدعوم إماراتياً، الذي يتبنّى انفصال جنوب اليمن عن شماله.
وخلال الاجتماع، هاجم محافظ عدن السابق، الذي يترأس "الانتقالي"، عيدروس الزبيدي، حكومة أحمد عبيد بن دغر، واتهمها بـ"ممارسة تعذيب ممنهج"، مشيراً إلى أن التهدئة التي سادت بينهم وبين الحكومة عقب أحداث يناير/ كانون الثاني الماضي، جاءت نتيجة لوساطة "التحالف".
وفي هذا الصدد، قال الزبيدي "استجبنا لدعوة السعودية والإمارات، واخترنا طريق التهدئة والهدنه، اختيار الأقوياء والمنتصرين، لا اختيار الضعفاء ولا الخائفين. وقد كان الجميع يعرف أين كنا وأين سنكون، في ما لو أردنا ذلك".
ووصف الزبيدي "الجمعية"، التي تألفت العام الماضي، من 303 أعضاء، بأنها تقوم بدور "برلمان" موازٍ. وقال مخاطباً الحاضرين إن "دوركم هنا، في الجمعية الوطنية التي تمثل البرلمان الجنوبي، هو أن تمارسوا هذه المهام في سياق ديمقراطي يضع مصالح الوطن العليا أولوية قصوى".
وتحدث الزبيدي عن جهود قيادة المجلس الفترة الماضية، ومنها "النجاح بفتح قنوات اتصال سياسي مع بعض الدول الكبرى والدول الإقليمية الفاعلة والعديد من المنظمات الحكومية وغير الحكومية".
وتشكل ما يُسمى بـ"الجمعية الوطنية الجنوبية"، أواخر العام الماضي، بقرار من الزبيدي، الذي يترأس "الانتقالي"، فيما جرى تعيين محافظ حضرموت السابق، أحمد بن بريك، رئيساً للجمعية، التي فشل أعضاؤها في الاجتماع أكثر من مرة على مدى الشهور الماضي.
ويأتي الاجتماع، في هذا التوقيت بالذات، كخطوة تصعيدية جديدة، من قبل "المجلس" المعروف بتلقيه الدعم من الإمارات، الذي يتبنى انفصال جنوب اليمن، بناءً على حدود ما قبل توحيد البلاد في عام 1990.
وفشل أعضاء الجمعية في الاجتماع أكثر من مرة، قبل أن يتم الإعلان عن هذا الاجتماع.