دعت مارين لوبان، مرشحة "حزب الجبهة الوطنية" اليميني المتطرف إلى الانتخابات الرئاسية المقبلة، اليوم الاثنين، شخصيات من اليمين المحافظ إلى الالتحاق بها، في مبادرة سياسية مدروسة ترمي إلى تعزيز حظوظها في السباق نحو السلطة.
وهذه هي المرة الأولى التي تدعو فيها شخصيات من اليمين التقليدي، مثل هنري غينو ونيكولا ديبون آيغون، وهما مرشحان للانتخابات الرئاسية أيضا، للانضمام إلى معسكرها، ذلك أن لوبان كانت دوما تشهر عداءها للطبقة السياسية بيمينها ويسارها، ولم تدع أبدا إلى التحالف مع شخصيات خارج فلك اليمين المتطرف.
وأطلقت لوبان هذه الدعوة النادرة في اتجاه من سمّتهم بـ"القوميين الغيورين على مستقبل فرنسا وشعبها"، في صفوف المعسكر اليميني المحافظ والمعتدل، وكأنها متأكدة من فوزها بالدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية، وهو الفوز الذي ترجحه منذ أشهر طويلة مختلف استطلاعات الرأي.
وتتمتع لوبان بشعبية متزايدة في أوساط الناخبين اليمينيين، عززتها أخيرا الفضائح التي عصفت بسمعة مرشح حزب "الجمهوريون" اليميني فرانسوا فيون، بسبب قضية تشغيله لزوجته وأطفاله، وهي القضية التي ما تزال تهدد مستقبل فيون الانتخابي، رغم محاولاته الحثيثة لتبرير ملابسات هذه القضية.
كذلك تستفيد لوبان من خلو الساحة من منافسين كبار، مثل الرئيس فرانسوا هولاند الذي قرر عدم الترشح لولاية رئاسية ثانية، وأيضا الإقصاء المهين لكل من الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، ورئيس الوزراء السابق آلان جوبيه، بالإضافة إلى رئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس، الذي أقصي في تمهيديات الحزب الاشتراكي من طرف المرشح الشاب بونوا هامون.
وتخوض لوبان حملة الانتخابات الرئاسية مقنعة برداء الاعتدال في محاولة لتطمين واستمالة ناخبين جدد من اليمين واليسار، خاصة أولئك الذين خابت آمالهم من سياسات الحزب الاشتراكي ومن برامج اليمين المحافظ. ومن أجل تحقيق هذا الهدف وتقديم صورة شخصية رزينة صالحة لتبوّء كرسي الرئاسة، تتفادى لوبان رفع الشعارات المتطرفة التي تعكس حقيقة برنامجها الانتخابي حول الهجرة والإسلام والاتحاد الأوروبي.
وتتفادى المرشحة المتطرفة بالتحديد التصريحات النارية والاستفزازية التي كانت السلاح المفضل لأبيها جان ماري لوبان، وذلك من أجل تجنب إثارة الجدل في صفوف خصومها وفي وسائل الإعلام.