كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" النقاب عن أن جيش الاحتلال يتجه لتجنيد واستدعاء متطوعين من هواة استخدام الطائرات المسيرة الموجهة عن بعد، ودمجهم في وحدات احتياط خاصة لمواجهة الطائرات الورقية الحارقة التي تطلق من قطاع غزة.
وذكرت الصحيفة أن جيش الاحتلال عقد اجتماعاً خاصاً لهذه الغاية أخيراً في مدينة هرتسليا، شارك فيه لأول مرة هواة تسيير الطائرات من المدنيين، في لقاء للتباحث في أفضل السبل المتاحة لإسقاط الطائرات الورقية الحارقة، دون أن يسبب إسقاطها بإشعال حرائق في الجانب الإسرائيلي من الحدود.
ونقلت عن ضابط إسرائيلي شارك في اللقاء المذكور، أن الجيش يرغب بتجنيد أكبر عدد ممكن من المدنيين لهذه المهمة، شرط أن يكون هؤلاء الهواة مستوفين لشروط الاستدعاء لخدمة الاحتياط، وبعد فحص دقيق من قبل قائد هذه الوحدة الخاصة.
ويأتي هذا الاجتماع على ضوء التحدي الذي باتت تشكله الطائرات الورقية الحارقة، ولا سيما أنه يمكن إطلاقها عن مسافة كيلومتر من السياج الحدودي بما يعيق القناصة في الجانب الإسرائيلي من الحدود من استهداف مطلقي هذه الطائرات، خاصة بعد أن رفض الجيش لأسباب عملياتية اقتراحاً من وزير الأمن الداخلي، جلعاد أردان، الأسبوع الماضي، باستهداف الفتية والشبان الفلسطينيين الذين يطلقون هذه الطائرات من عمق القطاع.
وبحسب الصحيفة، إلى جانب الطائرات الورقية الحارقة، بدأ الفلسطينيون أيضا باستخدام البالونات الحارقة التي تطلق على شكل مناطيد وفوانيس، وهي متوفرة كألعاب يتم إطلاقها في رمضان، وترتفع بفعل احتراق فتيل صغير مثبت في أسفلها يسخن الهواء في الفضاء الداخلي للبالون، لترتفع وتسيرها الرياح دون حاجة لتوجيه حركتها. وتكمن خطورة هذه البالونات، بحسب الصحيفة ومصادر الجيش، بكونها شفافة لا يمكن رصدها بسهولة، ويخشى أن تكون الخطوة القادمة تزويد البالونات المملوءة بغاز الهيليوم، بعبوات ناسفة صغيرة ويمكن لها أن ترتفع لمئات الأمتار قبل سقوطها، خاصة إذا كانت من الحجم الكبير ومكونة من كيسين.
ويدعي الاحتلال أن مناطيد وبالونات الهيليوم يتم بناؤها عبر استخدام غاز الهيليوم المتوفر في مستشفيات غزة، في ظل شح وقلة دكاكين بيع ألعاب الأطفال.
ووفق تقرير "يسرائيل هيوم"، فإن وحدات من المتطوعين في الاحتياط تعكف في الأسابيع الأخيرة على اصطياد الطائرات الورقية الحارقة وإسقاطها، علماً أن وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان كان قد اعترف في تصريحات الأسبوع الماضي، بأن الفلسطينيين أطلقوا نحو 600 طائرة تمكن الاحتلال من إسقاط 400 منها.
ويقر التقرير مع ذلك بأن إسقاط الطائرات الورقية الحارقة بمساعدة الطائرات المسيرة، لا سيما تلك التي تسمى "رايسر" ليس بالمهمة السهلة.