جرف الصخر تحولت لثكنة كبيرة للمليشيات (بولنت كليك/فرانس برس)
رفض محافظ بابل (100 كلم جنوب بغداد)، صادق مدلول السلطاني، الموافقة على عودة نازحي بلدة جرف الصخر، شمال المحافظة، إلى مناطقهم، فيما أكد نازحون من البلدة أن جرف الصخر تحولت إلى ثكنة كبيرة تسيطر عليها المليشيات وأسر موالية لها.
وقال محافظ بابل إنه لن يسمح بإعادة الأسر النازحة من جرف الصخر، مبينا أن الحكومة المحلية تعتبر أن الخلايا النائمة لتنظيم "داعش" الإرهابي لا تزال فاعلة في مناطق مجاورة للبلدة.
وإشار إلى عدم وجود أموال كافية لإعمار جرف الصخر، مؤكدا، خلال مؤتمر صحافي الأربعاء، أن قرار إعادة ثلاثة آلاف أسرة إلى البلدة مرهون بإعادة الإعمار والاستقرار الأمني.
مقابل ذلك، يؤكد فرحان الجنابي، وهو أحد الزعامات القبلية النازحة من جرف الصخر، أن حديث محافظ بابل "كلمة حق أريد بها باطل"، موضحا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن النازحين لا يريدون الإعمار، وأن همهم العودة والسكن في مناطقهم، حتى وإن كان في خيم.
وأضاف: "وفيما يتعلق بالجانب الأمني، فإن الأمر لا يتطلب سوى قرار بإخلاء جرف الصخر من المليشيات"، مؤكدا أن البلدة تحولت إلى ثكنة كبيرة تسيطر عليها المليشيات، وأسر موالية لها.
وأشار إلى وجود عمليات تغيير ديمغرافي في جرف الصخر، مبينا أن عددا من الأسر الموالية لـ"الحشد الشعبي" سمح لهم بالسكن في جرف الصخر، والاستيلاء على أراضي النازحين.
وأوضح عمر قاسم، وهو أحد النازحين من جرف الصخر، أن قوات عراقية وفصائل تابعة لـ"الحشد الشعبي" لاحقت، خلال الفترة الماضية، نازحي جرف الصخر في أماكن نزوحهم، مشيرا، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى وجود تضييق على النازحين لإرغامهم على مغادرة جميع مدن محافظة بابل.
ولفت إلى أنه اضطر للهروب مع أسرته للسكن في أحد البيوت القديمة بحي الدورة ببغداد هربا من ملاحقة أجهزة الأمن، وبطش المليشيات، مبينا أن "نازحي جرف الصخر يمنعون حتى من الذهاب إلى القرى المجاورة لبلدتهم للاستقصاء عن أوضاع المنطقة المسلوبة من قبل المليشيات منذ أربع سنوات"، على حد قوله.
ويعاني سكان جرف الصخر، البالغ عددهم قرابة الربع مليون نسمة، من النزوح منذ عام 2014، ولم يسمح لهم بالعودة على الرغم من طرد تنظيم "داعش" من البلدة نهاية العام المذكور، كما تجاهلت السلطات المحلية ببابل دعوات الحكومة العراقية المتكررة لإعادة النازحين من جرف الصخر بأسرع وقت.