يسودُ، اليوم الثلاثاء، هدوءٌ حذرٌ في عموم محافظة درعا، جنوب غرب سورية، مع تواصل دخول قوات النظام لتثبيت نقاط تمركزها، عند الشريط الحدودي مع الأردن، بالوقت الذي سُجلت موجاتُ نزوحٍ من قرى حوض اليرموك الخاضع لـ"داعش" الإرهابي نحو القنيطرة.
وتواصل قوات النظام السوري، تثبيت نقاط تمركزها، عند الشريط الحدودي مع الأردن، إذ بسطت تقريباً سيطرتها على كامل المساحات الشمالية من الشريط، باستثناءِ الأراضي الخاضعة لنفوذ "جيش خالد" المبايع لـ"داعش" جنوب بلدات الشجرة ونافعة وجملة وغيرها، غرب درعا.
ودخلت قوات النظام، أمس، بلدتي زيزون وتل شهاب غرب درعا، وواصلت بسط نفوذها غرباً، حتى جبهات المواجهة، مع "جيش خالد" في وادي اليرموك، في وقتٍ أطبقت فيه الحصار، على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في درعا البلد.
إلى ذلك، تقلصت أعداد المدنيين، الذين ينزحون من قرى "وادي اليرموك" نحو الحدود مع الجولان، وريف القنيطرة، بعدما فرضَ مُسلحو "جيش خالد" قيوداً على نزوح المدنيين من مناطق نفوذه.
وقالت مصادر من غرب درعا لـ"العربي الجديد"، إن تنظيم "جيش خالد"، يمنعُ العائلات من النزوح خارج القرى التي يسيطر عليها، وتبلغ نحو خمس عشرة قرية، وذلك بعد أن شهدت الأيام القليلة الماضية، نزوح نحو ثلاثة آلاف عائلة نحو ريف القنيطرة، والحدود مع الجولان.
ويترقب أهالي الريف الغربي الذي يقع تحت سيطرة المعارضة، ما ستفضي إليه التطورات في مناطقهم خلال الساعات القليلة المقبلة، حيث كانت كبرى فصائل هذا الريف، قد شكلت منذ أيام "جيش الجنوب"، إضافة لتأسيسها فريقاً يمثلها لمفاوضة الجانب الروسي.
في موازاة ذلك، حلقت مروحيات النظام، صباح اليوم، في بعض مناطق الريف الشمالي الغربي في درعا، وألقت مناشير تحذيرية للسكان.
وقال الناشط رائد الحوراني من ريف درعا الغربي، لـ"العربي الجديد"، إن "المناشير تُلمح إلى بدء العملية العسكرية ضد مناطقنا قريباً، وتهدف لخلق بلبلة ورعب بقلوب السكان، حتى يخضعوا لإملاءات النظام والروس، الذين يهددون بحملةٍ عسكرية كبيرة"، مشيراً أن "الرأي السائد هنا، هو ضرورة الجلوس مع الروس للتفاوض".