عين الحلوة: عشرات المسلحين يهددون أكبر مخيمات فلسطينيي لبنان

" تزامنت الاشتباكات مع انتهاء زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للبنان "

وتم التمهيد للانتشار الأمني من خلال استقدام عناصر مسلحة من "حركة فتح" من مخيمات قريبة، للمشاركة في الانتشار والاستفادة من وقف إطلاق النار مباشرة فور سريانه. وحملت هذه الاشتباكات مؤشرات مهمة بسبب تزامنها مع انتهاء زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى لبنان نهاية الأسبوع الماضي، وحديث قادة من "حركة فتح" عن محاولة "جهات فلسطينية وأخرى غير فلسطينية فرض طابع أمني على الزيارة لإفقادها الوزن السياسي الهام لها". وقد عمل وسطاء فلسطينيون على إبقاء دائرة الصراع محصورة بين عناصر "اللينو" وبلال بدر الذين يُقدر عددهم مجتمعين بالعشرات، وعدم دخول عناصر باقي التنظيمات الإسلامية المُتشددة أو فصائل أخرى على خط النار بانتظار التوافق على وقف إطلاق النار.

وفي مؤشر على انفلات الوضع الأمني بشكل كبير في المخيم في أعقاب الاستقالة الجماعية لضباط وعناصر فتحاويين من "القوة الأمنية المشتركة" التي كانت تتولى مسؤولية الأمن في مُختلف المخيمات الفلسطينية، ومنها مخيم عين الحلوة، أكدت وكالة "غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" (أونروا) اقتحام مسلحين لثلاث من المدارس التي تديرها في المخيم. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل طفل وشاب برصاص القنص وجرح عدد من المدنيين، إلى جانب احتراق شقق سكنية ومحال تجارية ومستوصف تابع لـ"أونروا". وتخطت آثار المعارك أحياء المخيم وطاولت الطريق الرئيسي في مدينة صيدا والأحياء المجاورة. وتم إخلاء كافة المدارس في المخيم وعدد كبير من المؤسسات التربوية في المدينة التي شهد مدخلها زحمة سير خانقة، بينما تقلصت الحركة في شوارعها إلى الحد الأدنى. وواكبت القوى الأمنية والعسكرية التطورات الميدانية، فأغلقت كافة مداخل المخيم وقطعت الطريق الأساسي الذي يربط بيروت بالجنوب بسبب وصول شظايا الاشتباكات إليه. وتصاعدت أعمدة الدخان من المخيم، مع تسجيل نزوح للعائلات من الأحياء القريبة نحو أحياء أخرى تبعد عشرات الأمتار فقط.