الملعب السعودي في بغداد يفجّر أزمة سياسية: خلاف على المكان والاسم

05 ابريل 2019
النشاط السعودي يقلق ساسة عراقيين (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -
حسم المسؤولون السعوديون أخيرا أمرهم في التوقيع على مشروع بناء ملعب في بغداد بقيمة تصل إلى مليار دولار، هدية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للعراق، وسط عاصفة جدل واسعة حيال المكان والاسم الذي سيطلق عليه وأيضا إمكانية إكمال المشروع.

وبعد ساعات قليلة من الإعلان عن توقيع الاتفاقية التي بموجبها سيتم بناء الملعب السعودي في بغداد، صدرت عن قوى سياسية وبرلمانيين ردود فعل متضاربة، بين رافضة له ومرحبة.
مصادر سياسية عراقية في بغداد أكدت لـ"العربي الجديد"، أن الملعب الذي قررت السعودية بناءه في بغداد كهدية للعراقيين يواجه مشاكل عدة متعلقة بمكانه واسمه. ففي الوقت الذي أعلن فيه نائب رئيس الوزراء العراقي وزير النفط، ثامر الغضبان، الخميس، خلال مؤتمر صحافي مع الوفد السعودي الذي يزور بغداد حاليا، أن موقع الملعب سيكون بمنطقة بسماية، التي تخضع لنفوذ واسع لسلطة المليشيات، وتحديدا "حزب الله" و"العصائب"، نقلت وسائل إعلام محلية عراقية عن وزارة الشباب والرياضة أن الموقع سيكون في منطقة اليوسفية، جنوبي بغداد، المحاذية للحدود مع محافظة الأنبار (غربا). واعترض نواب عن كتلة "صادقون" (الجناح السياسي لمليشيا عصائب أهل الحق)، على اسم الملعب، موضحين أنهم لن يسمحوا بإطلاق تسمية (سلمان أو محمد بن سلمان) على الملعب، فيما طالب نائب آخر بعدم تسليم الدول الأخرى أي أموال إلى الحكومة أو القيام بتلك المشاريع بأنفسهم.
وقال مصدر مقرب من حوارات الوفد السعودي الذي يزور بغداد مع المسؤولين العراقيين، إن الجانب السعودي طالب بشكل مفاجئ بتغيير موقع الملعب من بسماية إلى اليوسفية، مؤكدا لـ"العربي الجديد"، أن التغيير من قبل السعوديين جاء بناء على مشورات تلقوها من سياسيين عراقيين بشأن الوضع الأمني في بسماية وأهمية نقله لليوسفية.
وأشار إلى أن الطلب السعودي لم يلق استحسان بعض المسؤولين العراقيين، وخصوصا أنه جاء بشكل مفاجئ بعد الاتفاق على الموقع الأول في منطقة بسماية، (25 كيلومترا جنوبي بغداد).
وبحسب المسؤول ذاته، فإن السعوديين تلقوا معلومات عن أن المنطقة خاضعة للمليشيات وإقامة الملعب فيها قد تنطوي على منافع لها، مؤكدا أن الوفد السعودي غير رأيه من بسامية إلى اليوسفية وطلب من الجانب العراقي ألا يكون المكان مشكلة بالنسبة إليهم، فالمسافة نفسها بين المنطقتين، إلا أن الحقيقة في سبب تغير المكان أن منطقة بسامية خاضعة لنفوذ "الحشد الشعبي"، واليوسفية للجيش العراقي، التي يوجد فيها "اللواء 56".
وفي السياق، أكد مدير العلاقات والتعاون الدولي في وزارة الشباب والرياضة العراقية أحمد الموسوي، أن الاتفاق تم على أن تكون اليوسفية موقعا لبناء الملعب السعودي، مبينا خلال تصريح صحافي، أن العمل بالملعب سيبدأ خلال الأشهر الثلاثة المقبلة. ولم يقتصر جدل الملعب السعودي المُهدى للعراق على المكان، إذ يرفض برلمانيون الاسم المقترح للملعب.
ورفض عضو البرلمان العراقي عن كتلة "صادقون" حسن سالم، إطلاق تسمية (آل سعود) على الملعب المهدى للعراق، مؤكدا أن هذا الملعب هو كلمة حق أريد بها باطل.
وأشار إلى أن "هذا الملعب جاء من يد متورطة بالإرهاب، وملطخة بدماء الأبرياء، وآخرهم جمال خاشقجي"، على حد قوله، في إشارة إلى الصحافي السعودي الذي تم اغتياله بقنصلية بلاده بتركيا على يد عملاء سعوديين وخلّف موجة استنكار دولية واسعة.
ونقلت وسائل إعلام محلية عن سالم رفضه إطلاق تسمية سلمان أو محمد بن سلمان على أي مؤسسة رياضية في العراق، ملوحا باتخاذ قرار برلماني يمنع ذلك.


فيما أوضح رئيس حزب "الحل" جمال الكربولي، أن جهات عديدة ترفض إنشاء "مدينة الملك سلمان بن عبد العزيز الرياضية" في بغداد، وتصر على حرمان الشباب من المنشآت الرياضية الحديثة، "من هنا نرحب بإنشاء هذه المدينة في الأنبار".


النائب عن التيار المدني فائق الشيخ علي، قال إنه "كنائب عن الشعب يطالب الدول المانحة، وخاصة دول الخليج، بألا تسلم حكومتنا دينارا ولا درهما ولا ريالا لأنها ستذهب لمجاميع اللصوص والحرامية، والحل أن تشرفوا بأنفسكم على البناء".