تدخلت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية في التحقيقات الجارية في مقاطعة ويلتشير، جنوب إنكلترا، بعد أن أعلنت شرطة المقاطعة عن "حادثة كبرى"، إثر العثور على شخصين فاقدين للوعي قد تعرّضا لمادة مجهولة، في مدينة سالزبيري، يخشى أن تكون مادة سامة للأعصاب، كتلك التي تعرّض لها العميل الروسي المزدوج السابق، سيرغي سكريبال، في المدينة ذاتها.
وتم نقل الضحيتين، وهما امرأة ورجل في الأربعينيات من عمرهما، في حالة حرجة، إلى مستشفى مقاطعة سالزبيري، حيث تمّت معالجة سكريبال وابنته.
وساد الاعتقاد، بداية، أن الضحيتين ربما قد تعاطيا مواد مخدرة، قبل أن تبدأ الأعراض الظاهرة عليهما بلفت انتباه الطاقم الطبي المعالج. وتم نقلهما إلى مستشفى سالزبيري، حيث تقبع الضحيتان في حالة حرجة، وفقاً لشرطة ويلتشير.
وتجرى حالياً فحوص لتحديد نوعية المادة المستخدمة في مخبر "بورتون داون" الدفاعي، الذي أجرى التحاليل لتحديد مادة "نوفيتشوك" التي استخدمت في الاعتداء على سكريبال. ونقل عن المخبر أن الوقت ما زال مبكراً لتحديد نوعية المادة المستخدمة.
ورغم عدم تبيان هوية الضحيتين، إلا أنه يعتقد أنهما بريطانيان، ولا تربطهما صلات "مشبوهة" كي يتم الاعتداء عليهما شخصياً. وبينما قال متحدث باسم رئيسة الوزراء أن "الحادثة يتم التعامل معها بجدية تامة"، يجتمع مسؤولو الأمن في الحكومة البريطانية، اليوم، لتحديد طبيعة الحادثة وطرق التعامل معها.
وتستطيع شرطة مكافحة الإرهاب التعامل مع التحقيق بصورة أفضل، لامتلاكها الخبرات والمواد اللازمة للتحقق من مدى التهديد الذي تشكله هذه المادة، وذلك بعد أربعة أشهر تماماً من استهداف سكريبال وابنته يوليا.
ولا تعتقد منظمة الصحة العامة في إنكلترا بوجود "مخاطر صحية مهمة" ذات تأثير على سكان المنطقة، إلا أن المنظمة قالت إن الوضع لا يزال تحت التقييم.
وكانت شرطة ويلتشير قد أعلنت عن "حادث كبير"، بعد أن عثر على شخصين فاقدين للوعي قد تعرضا لمادة مجهولة في مدينة أمزبيري.
كذلك أغلقت الشرطة عدداً من الأماكن في منطقتي سالزبيري وأمزبيري كإجراء احترازي، رغم أن طبيعة الحادث لا تزال غير واضحة، وخاصة فيما إذا كانت الضحيتان عرضة لاعتداء ضدهما.
وقالت الشرطة، في بيان، "أعلنت شرطة ويلتشر وشركاؤها عن حادثة كبرى، بعد الشك في تعرّض شخصين لمادة مجهولة في أمزبيري. وتم استدعاء خدمات الإسعاف إلى عنوان في شارع ماغلتون في أمزبيري، يوم السبت مساء، بعد أن عُثر على رجل وامرأة، وكلاهما في الأربعينيات، فاقدين للوعي في ذلك العنوان".
وأضاف البيان "تتم حالياً معالجتهما من التعرّض المحتمل لمادة مجهولة في مستشفى مقاطعة سالزبيري، وكلاهما في حالة حرجة. كان الاعتقاد الأولي أنّ الضحيتين كانت قد تدهورت صحتهما بسبب تعطيهما الهيروين أو الكوكايين من مصدر ملوث. إلا أنّ المزيد من التحاليل تجرى الآن للكشف عن ماهية المادة التي أدت إلى مرض هذين الشخصين".
— Wiltshire Police (@wiltshirepolice) July 4, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Wiltshire Police (@wiltshirepolice) July 4, 2018
|
وأكد البيان أنّ الشرطة "تبقي على جميع الاحتمالات مفتوحة حول الظروف التي قادت إلى هذا الحادث".
ونُقل عن شهود عيان من المنطقة وصول أعداد كبيرة من الشرطة والإسعاف الطبي ورجال الإطفاء، إضافة إلى إغلاق عدد من المناطق المحيطة بالمنزل.
ومن جانبه، أعلن مستشفى سالزبيري استمرار عمله كالمعتاد، ودعا المواطنين إلى متابعة شؤونهم الروتينية في محاولة لطمأنتهم.
واتهمت لندن موسكو بالمسؤولية عن تسميم سكريبال (66 عاماً)، وابنته يوليا (33 عاماً)، باستخدام "غاز الأعصاب"، في منطقة سالزبري، جنوبي إنكلترا، في 4 مارس/ آذار، الأمر الذي أنكرته موسكو.
وتسببت قضية تسمم سكريبال بأزمة دبلوماسية بين موسكو والغرب، شملت طرد الجانبين أكثر من 150 دبلوماسياً، من أكثر من 20 دولة.