قال خبراء عسكريون مصريون إن الولايات المتحدة الأميركية كانت حريصة على توجيه ضربة عسكرية محدودة في سورية، نظرًا لاعتبارات عدة، أولها أن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، كان أصلًا ضد الضربات، خشية الاصطدام بالروس، ولم يقم بتنفيذها إلا بعد تنسيق كامل معهم ومع الإيرانيين، وثانيًا لأنه لا يوجد عاقل في الغرب عمومًا يريد الاصطدام بروسيا وإيران.
وقال خبير استراتيجي مصري، لـ"العربي الجديد"، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اضطر إلى تنفيذ تلك الضربات بالتعاون مع المملكة المتحدة وفرنسا، لأسباب داخلية أكثر، تتعلق بتورطه في إطلاق تصريحات وتغريدات منذ انتقاده لضعف إدارة الرئيس السابق أوباما في التعامل مع الملف السوري، لافتا إلى زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي دفع مبالغ طائلة للدول الثلاث خلال جولته الأخيرة فيها، ضمن صفقات أسلحة بالمليارات، وأن محدوديتها ربما تكون رفعت بعض الحرج عن السعودية وحلفائها قبل انعقاد القمة العربية في الرياض.
وأضافت المصادر أن الضربات التي استهدفت أماكن قال التحالف الغربي إنه يعتقد أنها لتصنيع أسلحة كيميائية ومركز أبحاث، لم تؤد إلى أي نتيجة على مستوى العمليات، فلا أحد يعرف على وجه التحديد، حجم خسائر النظام السوري من تلك الضربات.
وتؤكد المعلومات الواردة من سورية عن الضربات ما نشره "العربي الجديد" قبل نحو 40 ساعة من الضربات من أنها لن تكون حرباً واسعة أو ضربة عسكرية شاملة، ولكنها ستقتصر على توجيه ضربات صاروخية لمطارات تقول إنها انطلقت منها الطائرات التي حملت أسلحة كيميائية، بالإضافة إلى مواقع ونقاط واضحة تقول الولايات المتحدة إنها مخازن لأسلحة كيميائية يستخدمها النظام السوري.
وكانت مصادر دبلوماسية مصرية قد أكدت لـ"العربي الجديد" أن "ما لدى مصر من تطمينات أميركية يشير إلى عدم تحوّل الأمر لحرب واسعة، هو عدم تدخل القوات الروسية الموجودة في سورية، بالرد على الضربات الأميركية، طالما أنها لن تصل إلى مناطق وجود القوات الروسية".
واستطردت قائلة: "كالعادة، الأمر أخذ أكثر من حجمه، خاصة أن ترامب يبدو أنه أعلن عن تلك الخطوة بشكل عفوي من دون الرجوع إلى قياداته العسكرية، التي حتماً كانت ستوضح له مدى تعقيد الموقف على الأرض في سورية، وأنه ليس من مصلحة الولايات المتحدة في الوقت الراهن الإقدام على خطوة إفقاد الأسد قوته كافة".