وتداول ناشطون عراقيون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر إعدام عناصر في إحدى المليشيات الطائفية المنضوية في "الحشد" صبيا أعزل لا يتجاوز عمره خمسة عشر عاما، في منطقة ريفية تقع جنوب الموصل.
وبحسب ما وثّق الشريط، فقد عمل أحد عناصر المليشيا على سحب الصبي، ووضعه تحت دبابة "أبرامز"، ثم قام سائق الدبابة بالمرور فوق جسده، ليتم سحقه بالكامل، كما قام مسلحون من المليشيا بإطلاق النار على جسد الصبي خلال عملية الإعدام. يعرض "العربي الجديد" جزءاً من الفيديو، غير أنّه يمتنع عن نشر مشهد السحق، لما يتضمنه من صور مؤذية.
وحصل "العربي الجديد" على إفادات لنازحين من أهالي منطقة حمام العليل، تثبت تعرض المدنيين لانتهاكات واسعة على يد عناصر في "الحشد" وضمن قوات الشرطة الاتحادية.
وذكر أحد نازحي منطقة حمام العليل أنه كان شاهدا على ضرب عناصر في الشرطة الاتحادية بعض الرجال من أهالي حمام العليل، قبل أن يتم اقتيادهم إلى جهة غير معلومة، مضيفا أن مليشيات "الحشد" المرافقة لقوات الشرطة الاتحادية كانت تجبر الرجال المعتقلين من أجل التحقيق على ترديد شعارات طائفية لغرض تصويرهم بالهواتف الشخصية".
وأكد النازح، أيضاً، تعرض "رجال دين سنة" في القرى التي دخلتها مليشيات "الحشد" لـ"الإهانة والتعذيب"، حيث أفاد بأن مسلحين من المليشيات أزالوا لحية أحد خطباء مساجد منطقة حمام العليل بالسكاكين، مرددين عبارات طائفية وساخرة، موضحا أنهم صوّروا الجريمة بكاميرات هواتفهم الخاصة.
كما تحدث نازحون آخرون عن تعرض منازلهم للحرق والنهب في المنطقة ذاتها، وفي منطقة الشورى، على يد "مقاتلين سنة" من المنتمين لإحدى فصائل "الشعبي" أمام أنظار الأجهزة الأمنية، بزعم انتماء أبناء هذه العوائل لتنظيم "داعش"، كما طردت مليشيات "الحشد" والقوات الأمنية عشرات العوائل إلى العراء، ولم تسمح لهم بالعودة إلى منازلهم في منطقة حمام العليل، للتهمة ذاتها.
وفي السياق نفسه، أكدت منظمات دولية حوادث الإعدام الجماعي والتعذيب والاعتقالات التعسفية التي يتعرض لها النازحون من أهالي الموصل على يد القوات الأمنية والمليشيات، إلا أن رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، اعتبر، في تصريحات صحافية، أن "هذه الحوادث جرت بشكل محدود وعلى يد أهالي منطقة حمام العليل للانتقام من عوائل الدواعش"، في إشارة إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، على حد تعبيره.
كما جاء تصريح الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، يان كوبيتش، متناغما إلى حد ما مع موقف الحكومة العراقية بشأن انتهاكات القوات الأمنية ومليشيات "الحشد"، حيث اعتبر أن "معركة الموصل نظيفة لحد الآن، ولا توجد فيها انتهاكات كبيرة كالتي شهدتها المعارك السابقة في العراق"، مشددا على أن "الانتهاكات التي جرت في معركة الموصل حصلت بصورة فردية من قبل بعض الأفراد".
وتدور مواجهات عنيفة بين القوات العراقية وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" على الأطراف الجنوبية والشرقية للموصل، في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة، بإسناد جوي من طيران التحالف الدولي.
وقد تسببت العمليات العسكرية في تشريد أكثر من 45 ألف نازح من مناطق الموصل، وسط ظروف إنسانية صعبة.