قال الأمين العام المساعد الأسبق لحزب "البعث"، ووزير الإعلام السوري الأسبق، محمد الزعبي، في شهادة قدمها خلال مقابلة مع برنامج "وفي رواية أخرى" على "التلفزيون العربي" "إن بذرة اللجنة العسكرية التي أسسها عدد من الضباط السوريين في العام 1959 خلال فترة الوحدة مع مصر، كانت طائفية منذ البداية. وعندما تكون البذرة طائفية، فإن النبتة تكون حتماً طائفية".
وذكر أن اللجنة العسكرية شكلها كل من محمد عمران، وصلاح جديد، وحافظ الأسد، وعبدالكريم الجندي، وأحمد المير، في القاهرة، واتسم نشاطهم منذ البداية بالسرية التامة، وحرصوا على عدم تسريب نشاطهم إلى مؤسس "حزب البعث العربي الإشتراكي"، ميشيل عفلق.
وأوضح وزير الإعلام السوري الأسبق، أن عمران طُرد في ما بعد من قبل القائمين على اللجنة العسكرية، بذريعة تسريب أسرار اللجنة إلى عفلق، موضحاً أنه كان ضمن اللجنة التي حاكمت عمران.
وحول الأسباب التي دفعت البعثيين إلى الوحدة مع مصر وتشكيل الجمهورية العربية المتحدة عام 1958، قال الزعبي "إن اندفاع (البعث) للوحدة كان له سببان رئيسيان، هما ارتفاع عدد الضباط الماركسيين في الجيش السوري، ما أثار هواجس لدى البعثيين والقوميين من سيطرتهم على الحكم، وكذلك التوجهات القومية لجمال عبد الناصر".
كما أشار إلى أن قيادة حزب البعث انقسمت بعدما اشترط عبد الناصر حل الحزب قبل الانضمام إلى الوحدة، لكن تقرر حل الحزب وتشكيل الجمهورية العربية المتحدة.
وفي شهادته، قال الزعبي إنه تشكل بعد الوحدة وعي جديد، لدى أعضاء حزب البعث بأن جمال عبد الناصر ليس ديمقراطيا، مضيفاً "لم نفطن لدكتاتورية عبد الناصر بسبب خلفيته الوطنية والقومية".
واعتبر أن تشكيل اللجنة العسكرية، واستقالة أكرم الحوراني، من منصب نائب رئيس الجمهورية، وصلاح البيطار من وزارة الخارجية في الجمهورية العربية المتحدة، آنذاك، كان انسحاباً تدريجياً ومنظماً من الوحدة.
كما رأى أنه رغم الانفصال، بقي الشعب السوري يميل إلى جمال عبد الناصر بسبب المد القومي الطاغي في تلك المرحلة، معتبراً أن القائمين على انقلاب 8 آذار في العام 1963 استغلوا هذا المد، وتظاهروا بإعادة الوحدة مع مصر، لذلك حظيت حركتهم بتعاطف شعبي"، لافتاً إلى أنه كان من الداعمين للانقلاب الذي أشرفت عليه اللجنة العسكرية.