أعلنت إيران، اليوم الإثنين، عن عزمها، تقديم شكوى للوكالة الدولية للطاقة الذرية، احتجاجاً على تسريب معلومات تتعلق بوثائق مرتبطة بنص الاتفاق النووي بين إيران والغرب، والذي توصلت إليه البلاد منذ عام تقريباً.
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" قد كشفت عن وثيقة مسربة جاء فيها أن القيود الرئيسة ستخفف بعد عقد من الزمان على برنامج طهران النووي، بحيث يمكن لإيران حينها أن تستبدل ما يعادل 5060 جهاز طرد مركزي قديم الطراز بـ3500 جهاز من النسل الجديد، ما يعني ارتفاع وتيرة سرعة التخصيب.
وقال المتحدث باسم هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، بهروز كمالوندي، في حوار مع التلفزيون المحلي الإيراني، إن هذه "الوثيقة لم تنشر بشكل كامل"، مؤكداً "صحة ما جاء فيها".
واعتبر أن "هذا فخر لبلاده بحيث ستعود على تطوير إنتاجها النووي". لكنه ذكر أيضاً أن "تسريب هذه المعلومات يرمي للضغط على إيران من خلال ترويج أنها استطاعت الحفاظ على قدرتها النووية".
ورأى كمالوندي أن "الوثيقة أقل أهمية من غيرها، لكن اعتراض طهران يأتي للتأكيد على ضرورة حفظ الوكالة للمعلومات والوثائق التي تمتلكها".
وأضاف: "إذا ما وافقت إيران على الانضمام للبروتوكول الإضافي من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية فعلى الوكالة أن تمنح ضمانات وطمأنات تتعلق بحفظ سرية المعلومات المرتبطة بالنشاطات النووية".
يأتي ذلك فيما لا تزال بعض الأطراف في الداخل تنتقد عدم تطبيق الاتفاق بشكل كامل، وسط صعوبات تشهدها إيران، بسبب عدم إلغاء العقوبات المالية التي فرضت عليها في السابق، والتي من المفترض إلغاؤها بموجب الاتفاق نفسه.
ونقلت وكالة "فارس" عن مستشار المرشد الأعلى للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، قوله إن "إيران قادرة على الرد على المماطلة وعلى عدم تطبيق أميركا للاتفاق النووي بالشكل المطلوب".
وذكر أن "هذا الأمر من صلاحيات اللجنة المشرفة على تطبيق الاتفاق في الداخل، والتي ستبحث هذا الموضوع"، مؤكداً أن "الخيارات مفتوحة، وأن لدى طهران القدرة على اتخاذ رد فعل".
وطالب ولايتي بقية أطراف السداسية الدولية بالحذر مما وصفه بـ"المماطلة والخداع الأميركي"، قائلاً إن "طهران تتوقع من هؤلاء تنفيذ ما عليهم من التزامات".
من جهته، أكد وزير الدفاع الإيراني، حسين دهقان، أن طهران أعربت عن عدم ثقتها بالولايات المتحدة منذ البداية، مشيراً إلى استمرار الأخيرة بسياساتها المعادية لبلاده.
كما أشار إلى موقف طهران من أبرز القضايا الإقليمية، معتبراً أنها "ملتزمة بمبادئها المرتبطة بدعم محور المقاومة، وأن المدنيين في كل من سورية والعراق واليمن والبحرين لا يريدون من يملي عليهم الأوامر".
وزعم أن طهران "تقدم المساعدة من هذا الباب، وبأن دورها في سورية لا يتعارض والقوانين الدولية كون حكومة هذا البلد هي من طلبت الدعم، والذي قدمته طهران بإرسال مستشارين عسكريين قاموا بتنظيم وتعبئة الصفوف في سورية للوقوف بوجه أعداء المنطقة"، على حدّ تعبيره.