قالت وزارة الدفاع العراقية، اليوم الإثنين، إن رئيس أركان الجيش، الفريق عثمان الغانمي، توجه إلى السعودية في زيارة رسمية، بناءً على دعوة من نظيره السعودي فياض بن حامد الروملي.
يأتي ذلك مع الحملة العسكرية العراقية الأضخم منذ استعادة الموصل عام 2017، وتشمل الأنبار ونينوى وصلاح الدين، لتعقب جيوب وخلايا تنظيم "داعش" الإرهابي، وبعد نحو أسبوع على تقارير أميركية تؤكد أن هجمات استهدفت مواقع نفط سعودية انطلقت من العراق وليس اليمن.
وبحسب بيان لوزارة الدفاع العراقية، نقلته وسائل إعلام محلية، فإن الغانمي توجه إلى السعودية، وسيناقش القضايا ذات الاهتمام المشترك بين الجانبين.
وقالت مصادر عراقية في بغداد، أحدها عضو في لجنة الأمن والدفاع البرلمانية لـ"العربي الجديد"، إن الزيارة جاءت بعد اتصالات عسكرية سعودية عراقية باليومين الماضيين تخللتها دعوة للغانمي لزيارة السعودية والتباحث هناك بملف الحدود وسبل تأمينها.
وأضاف عضو اللجنة أن "موضوع الهجمات بالطائرات المسيرة انطلاقاً من العراق الملف الرئيسي في اللقاءات بدون شك"، وفقاً لتعبيره، فيما أكدت مصادر أخرى بوزارة الدفاع أن الوفد العسكري العراقي ضم مسؤولين بالاستخبارات وحرس الحدود.
وفي الأول من الشهر الحالي أعلن مكتب رئيس الوزراء العراقي، عادل عبد المهدي عن اتصال هاتفي مع العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، هو الأول من نوعه منذ منتصف إبريل/نيسان الماضي الذي شهد زيارة وفد عراقي رفيع إلى السعودية وتوقيع عدة اتفاقيات تجارية واقتصادية ودبلوماسية، فيما أكد مسؤولون أن المكالمة جاءت عقب اتصالات سعودية لبحث تقارير استهداف مواقع نفطية في أراضيها انطلاقاً من العراق من قبل مليشيات مرتبطة بإيران.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نهاية الشهر الماضي، أن مسؤولين أميركيين خلصوا إلى أن الهجوم بطائرات مسيّرة على مواقع نفطية سعودية في شهر مايو/أيار الماضي كان مصدره العراق وليس اليمن، مؤكدين أن مصدر الهجوم كان من جنوب العراق، في إشارة على الأرجح إلى فصائل موجودة في المنطقة مدعومة من إيران.
إلا أن مسؤولين وبرلمانيين عراقيين سارعوا إلى نفي ذلك، مؤكدين وجود من يريد توريط العراق في صراعات المنطقة.
وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، النائب سعران عبيد إن هذه الأحاديث تندرج ضمن أجندات معروفة تهدف إلى إثارة الفوضى في العراق، وتشويه سمعته على المستويين الإقليمي والدولي، منتقداً وسائل الإعلام التي تحاول الإضرار بالعراق من خلال ترويج مثل هذه الأنباء، مؤكداً أن العراق باقٍ على موقفه المحايد من أزمات المنطقة، لا سيما بعد أن أثبت وجوده على الساحة الدولية، ودبلوماسيته التي برزت بشكل واضح في الفترة الأخيرة.