أعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق، إيهود أولمرت، في برنامج خاص مساء أمس الأربعاء، في القناة العاشرة، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد، أخبر الوسطاء الأتراك، بعد فترة وجيزة من قصف المفاعل السوري في دير الزور، في السادس من سبتمبر/أيلول 2007، أنه على استعداد لمواصلة المفاوضات مع إسرائيل.
وقال أولمرت إنه تلقى بعد أيام قليلة من العملية الإسرائيلية التي أطلق عليها اسم أريزونا، اتصالا غاضبا من الرئيس التركي، رجب الطيب أردوغان، بعد أن رفض رئيس أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك، الجنرال غابي أشكنازي، تلقي اتصال من نظيره التركي.
وكان المسؤول التركي قد أراد توجيه استفسار لنظيره الإسرائيلي عن سبب عثور مواطنين أتراك بعد أيام من العملية المذكورة على خزان وقود لمقاتلة إسرائيلية من طراز إف 16 ظهرت عليها كتابات بالعبرية.
وبحسب أولمرت فقد طلب أردوغان من إسرائيل اعتذاراً رسمياً للشعب التركي بفعل انتهاك سيادة الأراضي التركية. وقد وافق أولمرت على ذلك وقدم اعتذاراً شفهياً مصوراً في مستهل جلسة الحكومة الإسرائيلية الأسبوعية من سبتمبر نفس العام، وبهذا طوي الملف نهائيا.
وبموازاة ذلك، أقر مستشار الأمن القومي الأميركي إليوت إبرامز، أن الرئيس الأميركي جورج بوش، قال في اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة الإسرائيلية، بعد أن أبلغه أن الولايات المتحدة لن تقدم على توجيه الضربة العسكرية للمفاعل السوري، أن عليه "أن يعمل وفق مصالح الأمن القومي لإسرائيل".
ولم يقف بوش الابن عند هذا الحد، بل أبلغ الأجهزة المختلفة عدم القيام بأي خطوة من شأنها عرقلة العملية الإسرائيلية المرتقبة.
وكانت الرقابة العسكرية الإسرائيلية، سمحت منذ الخامسة من صباح الأربعاء بنشر التفاصيل الرسمية لعملية ضرب المفاعل السوري في دير الزور في السادس من سبتمبر عام 2007.
وعلى مدار اليوم نشرت الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية تفاصيل حول العملية المذكورة وحول تعقب مشروع المفاعل السوري منذ مطلع 2004، مبينة أن الدليل الرسمي الأول الذي حصلت عليه إسرائيل بشأن المفاعل المذكور في دير الزور، توفر لها فقط في السابع من مارس/آذار 2007، عندما تمكن عملاء للموساد الإسرائيلي من التسلل إلى الغرفة التي أقام فيها رئيس لجنة الذرة السورية، إبراهيم عثمان، عندما شارك الأخير في مؤتمر لوكالة الطاقة الذرية الدولية في فيينا.
ووفقا لما نشرته الصحف الإسرائيلية فقد تمكن الموساد من استخراج 35 صورة من حاسوب المسؤول السوري أكدت أن ما يتم بناؤه في دير الزور هو مفاعل ذري. وتقرر بعد عرض الصور على رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت في 15 مارس وضع خطة لهدم المفاعل السوري، وأن سلاح الجو الإسرائيلي تدرب على مدار 6 أشهر استعدادا للعملية التي تم تنفيذها في نهاية المطاف بين ليلة الخامس والسادس من سبتمبر 2007.