أصدرت السلطات الأمنية العراقية في العاصمة بغداد، اليوم الخميس، قراراً يقضي بإغلاق منطقة الكرادة بشكل يومي بدءاً من السادسة مساء حتى صباح اليوم التالي، ومنع دخول كافة أنواع السيارات إليها، وتخصيص سيارات وحافلات خاصة لنقل المواطنين داخلها.
وذكرت السلطات الأمنية، أن هذا القرار يأتي لمنع تكرار كارثة الكرادة التي أسفرت عن مقتل وجرح المئات من المواطنين، بعد انفجار سيارة مفخخة في المنطقة قبل أيام، أسفر عن إحراق عدد من المجمعات والمحال التجارية ومقتل أغلب من كان داخلها خنقاً وحرقاً.
وكشفت خلية أزمة الكرادة التي تم تشكيلها عقب التفجير، أن المنطقة ستغلق بشكل يومي بعد الساعة السادسة مساء حتى الفجر من كل يوم، مع تخصيص 25 سيارة محددة يحمل سائقوها هويات خاصة، فضلاً عن نصب ثلاث نقاط للتفتيش داخل المنطقة.
وأوضح رئيس الخلية ونائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس بغداد، محمد الربيعي، في تصريح صحافي اليوم، أنه "خصصت خلية الأزمة 25 سيارة لنقل المواطنين داخل الكرادة تحمل هويات تعريفية خاصة، وتحديد أربعة شوارع فقط لدخول وتنقل المواطنين منها وإليها، خلال ساعات الإغلاق".
وبين أنه "تم الانتهاء من نصب ثلاث نقاط تفتيش ثابتة مجهزة بالكلاب البوليسية تقع في مناطق شارع أبو نواس وساحة كهرمانة وسبع قصور، وتستعد قوات الأمن لإجراء عمليات تفتيش استخبارية دقيقة لكافة مكاتب العقار والسماسرة في المنطقة".
وأوضح أن "أهالي الكرادة قرروا بالإجماع دفن ضحاياهم في مقبرة واحدة في مدينة النجف جنوب البلاد، رافضين أي مزايدات من قبل الأحزاب السياسية على دماء أبنائهم، وطالب الأهالي بإقامة نصب تذكاري لضحاياهم في المنطقة".
وتشير إحصائيات السلطات الأمنية في العاصمة، أن بغداد تعرضت لـ181 عملية إرهابية منذ بداية عام 2016، أسفرت عن مقتل وجرح مئات العراقيين، استهدفت أسواقاً وتجمعات شعبية ونقاط تفتيش لقوات الأمن العراقية.
وكان أهالي الكرادة يطالبون باستمرار، خلال الفترات الماضية، عقب كل تفجير باتخاذ احتياطات وإجراءات احترازية بإغلاق المنطقة، ومنع دخول العجلات المدنية والعسكرية، للحيلولة دون تكرار عمليات التفجير التي تضربها بين آونة وأخرى. لكن السلطات الأمنية لم تفلح في تنفيذ مطالبهم طيلة السنوات الماضية، بحسب وجهاء المنطقة.