فرضت قوات النظام السوري سيطرتها على كامل مدينة دير الزور، أمس الجمعة، بعد أشهر من القتال مع تنظيم "داعش"، لينحسر وجود التنظيم في آخر معاقله في مدينة البوكمال على الحدود العراقية، والتي تشكّل مع مدينة الميادين ومدينة دير الزور اللتين سيطرت عليهما قوات النظام، مع الأرياف التابعة لتلك المدن، مجمل محافظة دير الزور التي تُعد أغنى محافظة بالثروات الباطنية والزراعية.
وسيكون الهدف المقبل للنظام في المحافظة مدينة البوكمال الحدودية مع العراق والتي تقع على الجهة المقابلة لمدينة القائم العراقية، وتتقدّم قواته نحوها بغطاء جوي روسي، إلا أنها لا تزال تبعد عنها مسافة 40 كيلومتراً على الأقل، وفق وكالة "فرانس برس". ومن المتوقع أن تلتقي قوات النظام السوري والقوات العراقية عند نقطة على جانبي الحدود، بين مدينتي القائم والبوكمال، لتطويق التنظيم في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور إلى القائم.
ويرى محللون أن موقف النظام "الاستراتيجي" بات أقوى اليوم، وهو مؤهل لاستكمال السيطرة على بقية دير الزور أكثر من "قوات سورية الديمقراطية" التي لا تحظى بقبول شعبي لدى الأكثرية العربية في المحافظة، خصوصاً أن النظام نجح في تجنيد الكثير من أبناء العشائر وزعمائهم في تلك المنطقة لصالحه مستغلاً الحساسية الموجودة في المنطقة تجاه الوجود الكردي هناك.
وأعلن متحدث باسم قوات النظام، صباح أمس، أن "وحدات من الجيش السوري أنجزت بالتعاون مع القوات الرديفة والحليفة تحرير مدينة دير الزور بالكامل من تنظيم داعش الإرهابي". وأشار إلى أن "أهمية إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة دير الزور تأتي من موقعها الاستراتيجي كونها تشكل عقدة مواصلات تربط المنطقة الشرقية بالمنطقتين الشمالية والوسطى، وتشكل ممراً رئيسياً بين بادية الشام والجزيرة السورية ومنها إلى العراق، إضافة إلى أهميتها الاقتصادية كمنطقة زراعية تعد خزاناً رئيسياً للنفط والغاز". وأضاف أن "تحرير مدينة دير الزور يشكّل المرحلة الأخيرة في القضاء النهائي على تنظيم داعش الإرهابي في سورية".
وكانت قوات النظام شنّت، أمس الأول، "هجومها الأخير" على ما تبقى من أحياء بحوزة تنظيم "داعش"، لتسيطر على أحياء الكنامات والرصافة والمطار القديم، قبل أن تتابع زحفها، صباح أمس، لتستولي على حيي الرشدية والحويقة، دافعة بعدد كبير من الأهالي إلى حويجة قاطع، وسط نداءات استغاثة لفتح طريق إلى مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" في بلدة الحسينية، غربي دير الزور. وحويجة قاطع هي جزيرة نهرية يحيط بها نهر الفرات من كل الجهات، وأقرب بلدة إليها هي الحسينية الواقعة تحت سيطرة المليشيات الكردية. وأوضحت شبكات إخبارية تتابع شؤون دير الزور، أن المدنيين طلبوا من "سورية الديمقراطية" العبور إلى قرية الحسينية، إلا أنها رفضت، لكن المفاوضات ما زالت مستمرة، في حين بث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مناشدة من أحد المدنيين يتحدث فيها عن الظروف القاسية التي تواجههم بسبب قصف روسيا لأحياء المدينة وملاحقتهم على الأرض من قبل قوات النظام.
وبينما يلف الغموض مصير مسلحي "داعش"، قال الناشط المتحدر من دير الزور، وسام محمد، لـ"العربي الجديد"، إن اتفاقاً سرياً تم بين النظام و"داعش" أفضى إلى تسليم المناطق المتبقية من المدينة للنظام، فيما لم تتضح الجهة التي انسحب إليها عناصر التنظيم. وأضاف أن مصير مئات المدنيين ما زال مجهولاً، مع انقطاع الاتصال معهم وسط ورود أنباء تؤكد قيام النظام بعمليات إعدام ميداني بحق العديد من الشبان المدنيين الذين لم يغادروا المنطقة الشمالية الشرقية من المدينة التي كانت تحت سيطرة "داعش". وكان تعداد سكان مدينة الزور قبل اندلاع الحرب يقدر بنحو 300 ألف نسمة. بينما قدّرت الأمم المتحدة قبل كسر الحصار تعداد السكان في الأحياء تحت سيطرة قوات النظام بأكثر من 90 ألف مدني. من جهته، قدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد المدنيين في الأحياء الشرقية للمدينة بعشرة آلاف شخص.
اقــرأ أيضاً
في غضون ذلك، تبادل النظام السوري والمليشيات الكردية الاتهامات بالتواطؤ مع "داعش" للعمل ضد الطرف الآخر. وقال المركز الإعلامي لـ"قوات سورية الديمقراطية"، نقلاً عما سماها مصادر خاصة، إن لقاءات عُقدت بين تنظيم "داعش" ومسؤولي قوات النظام "للتنسيق والعمل ضد قوات سورية الديمقراطية". واتهم المركز قوات النظام بتسهيل انتقال مقاتلي "داعش" من المناطق المتاخمة لدير الزور إلى المناطق التي توجد فيها "قوات سورية الديمقراطية"، و"تصل التسهيلات لدرجة فتح ممرات آمنة لتحركات المسلحين باتجاه الضفة الشرقية لنهر الفرات".
في المقابل، تحدّثت مصادر مقربة من النظام عن وساطات تجري من قبل وجهاء وأعيان من ريف دير الزور الشرقي، مع "داعش" لدفعه لتسليم "سورية الديمقراطية"، القرى والبلدات والمناطق المتبقية من شرق منطقة خشام إلى بلدة هجين بمسافة نحو 110 كيلومترات من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، إضافة لكامل المنطقة المتبقية في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي، الممتدة حتى ريف بلدة الصور.
في موازاة ذلك، كثّف الطيران الحربي الروسي قصفه على محيط مدينة البوكمال، ما أدى إلى مقتل 35 مدنياً على الأقل، بينهم أطفال ونساء، بين يوم الخميس وعصر أمس. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن قيام قاذفات روسية بشن غارة جوية على المدينة، مدعية استهداف مواقع لـ"داعش". غير أن مصادر محلية ذكرت لـ"العربي الجديد"، أنّ الطيران الروسي قصف منطقة الشارع العام في بلدة الصالحية في بادية البوكمال، ما أسفر عن مقتل 21 من المدنيين وتدمير مبنى البلدية والعديد من منازل المدنيين والمحال التجارية. وأوضحت المصادر أن جميع القتلى ينتمون إلى ثلاث عائلات، من بينها عائلتان نزحتا في وقت سابق إلى البلدة. كما قتل عدد آخر من المدنيين في غارات على قرى وبلدات في محيط مدينة البوكمال.
وتأتي تلك الغارات بالتزامن مع مسعى قوات النظام للتقدّم في محور المحطة الثانية، جنوب مدينة البوكمال، بغية الوصول إلى هذه المدينة الحدودية قبل "قوات سورية الديمقراطية". وذكر "الإعلام الحربي المركزي" التابع للنظام أن قوات الأخير حققت تقدّماً ضمن عملية "الفجر 3" باتجاه البوكمال انطلاقاً من المحطة النفطية الثانية باتجاه المدينة، حيث قطعت مسافة تقدر بحوالي 11 كيلومتراً شرق المحطة الثانية في ريف دير الزور الجنوبي باتجاه الحدود العراقية بعد اشتباكات مع تنظيم "داعش". من جهتها، سيطرت "قوات سورية الديمقراطية"، أمس، على ست قرى في ريف دير الزور الشمالي الشرقي بعد معارك مع تنظيم "داعش"، وذلك ضمن حملة "عاصفة الجزيرة" التي تشنّها ضد التنظيم بدعم التحالف الدولي.
وكانت قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معها حققت، منذ مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، تقدّماً واسعاً على حساب "داعش"، وسيطرت على الطريق الدولي دمشق - دير الزور بشكل كامل، بعد انسحابات متتالية للتنظيم، لتصل إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات وتسيطر على قرية خشام الاستراتيجية القريبة من الحقول النفطية، وذلك بعد ضم مساحات واسعة بين اللواء 136 ومطار دير الزور العسكري، والسيطرة على أحياء، منها حويجة صكر في الجهة الغربية للفرات.
وتقع مدينة دير الزور في شرقي سورية على بعد نحو 450 كيلومتراً شمال شرق العاصمة دمشق، على مقربة من الحدود مع العراق، يقسمها نهر الفرات إلى قسمين، وأغلب أحيائها تقع على الضفة الغربية من النهر. شارك أبناء المحافظة في الثورة السورية منذ أيامها الأولى، وسيطرت فصائل معارضة عام 2012 على أجزاء واسعة من المحافظة ومدينتها دير الزور، لكن مع تصاعد قوة تنظيم "داعش"، استولى على المناطق التي كانت تحت سيطرة الفصائل في دير الزور، وحاول مراراً السيطرة على كامل المدينة، إلا أن النظام حافظ على وجوده في بعض أحياء المدينة طيلة الفترة الماضية.
اقــرأ أيضاً
وسيكون الهدف المقبل للنظام في المحافظة مدينة البوكمال الحدودية مع العراق والتي تقع على الجهة المقابلة لمدينة القائم العراقية، وتتقدّم قواته نحوها بغطاء جوي روسي، إلا أنها لا تزال تبعد عنها مسافة 40 كيلومتراً على الأقل، وفق وكالة "فرانس برس". ومن المتوقع أن تلتقي قوات النظام السوري والقوات العراقية عند نقطة على جانبي الحدود، بين مدينتي القائم والبوكمال، لتطويق التنظيم في منطقة وادي الفرات الممتدة من دير الزور إلى القائم.
ويرى محللون أن موقف النظام "الاستراتيجي" بات أقوى اليوم، وهو مؤهل لاستكمال السيطرة على بقية دير الزور أكثر من "قوات سورية الديمقراطية" التي لا تحظى بقبول شعبي لدى الأكثرية العربية في المحافظة، خصوصاً أن النظام نجح في تجنيد الكثير من أبناء العشائر وزعمائهم في تلك المنطقة لصالحه مستغلاً الحساسية الموجودة في المنطقة تجاه الوجود الكردي هناك.
وكانت قوات النظام شنّت، أمس الأول، "هجومها الأخير" على ما تبقى من أحياء بحوزة تنظيم "داعش"، لتسيطر على أحياء الكنامات والرصافة والمطار القديم، قبل أن تتابع زحفها، صباح أمس، لتستولي على حيي الرشدية والحويقة، دافعة بعدد كبير من الأهالي إلى حويجة قاطع، وسط نداءات استغاثة لفتح طريق إلى مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" في بلدة الحسينية، غربي دير الزور. وحويجة قاطع هي جزيرة نهرية يحيط بها نهر الفرات من كل الجهات، وأقرب بلدة إليها هي الحسينية الواقعة تحت سيطرة المليشيات الكردية. وأوضحت شبكات إخبارية تتابع شؤون دير الزور، أن المدنيين طلبوا من "سورية الديمقراطية" العبور إلى قرية الحسينية، إلا أنها رفضت، لكن المفاوضات ما زالت مستمرة، في حين بث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مناشدة من أحد المدنيين يتحدث فيها عن الظروف القاسية التي تواجههم بسبب قصف روسيا لأحياء المدينة وملاحقتهم على الأرض من قبل قوات النظام.
وبينما يلف الغموض مصير مسلحي "داعش"، قال الناشط المتحدر من دير الزور، وسام محمد، لـ"العربي الجديد"، إن اتفاقاً سرياً تم بين النظام و"داعش" أفضى إلى تسليم المناطق المتبقية من المدينة للنظام، فيما لم تتضح الجهة التي انسحب إليها عناصر التنظيم. وأضاف أن مصير مئات المدنيين ما زال مجهولاً، مع انقطاع الاتصال معهم وسط ورود أنباء تؤكد قيام النظام بعمليات إعدام ميداني بحق العديد من الشبان المدنيين الذين لم يغادروا المنطقة الشمالية الشرقية من المدينة التي كانت تحت سيطرة "داعش". وكان تعداد سكان مدينة الزور قبل اندلاع الحرب يقدر بنحو 300 ألف نسمة. بينما قدّرت الأمم المتحدة قبل كسر الحصار تعداد السكان في الأحياء تحت سيطرة قوات النظام بأكثر من 90 ألف مدني. من جهته، قدّر المرصد السوري لحقوق الإنسان عدد المدنيين في الأحياء الشرقية للمدينة بعشرة آلاف شخص.
في غضون ذلك، تبادل النظام السوري والمليشيات الكردية الاتهامات بالتواطؤ مع "داعش" للعمل ضد الطرف الآخر. وقال المركز الإعلامي لـ"قوات سورية الديمقراطية"، نقلاً عما سماها مصادر خاصة، إن لقاءات عُقدت بين تنظيم "داعش" ومسؤولي قوات النظام "للتنسيق والعمل ضد قوات سورية الديمقراطية". واتهم المركز قوات النظام بتسهيل انتقال مقاتلي "داعش" من المناطق المتاخمة لدير الزور إلى المناطق التي توجد فيها "قوات سورية الديمقراطية"، و"تصل التسهيلات لدرجة فتح ممرات آمنة لتحركات المسلحين باتجاه الضفة الشرقية لنهر الفرات".
في المقابل، تحدّثت مصادر مقربة من النظام عن وساطات تجري من قبل وجهاء وأعيان من ريف دير الزور الشرقي، مع "داعش" لدفعه لتسليم "سورية الديمقراطية"، القرى والبلدات والمناطق المتبقية من شرق منطقة خشام إلى بلدة هجين بمسافة نحو 110 كيلومترات من الضفاف الشرقية لنهر الفرات، إضافة لكامل المنطقة المتبقية في الريفين الشمالي والشمالي الشرقي، الممتدة حتى ريف بلدة الصور.
في موازاة ذلك، كثّف الطيران الحربي الروسي قصفه على محيط مدينة البوكمال، ما أدى إلى مقتل 35 مدنياً على الأقل، بينهم أطفال ونساء، بين يوم الخميس وعصر أمس. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية عن قيام قاذفات روسية بشن غارة جوية على المدينة، مدعية استهداف مواقع لـ"داعش". غير أن مصادر محلية ذكرت لـ"العربي الجديد"، أنّ الطيران الروسي قصف منطقة الشارع العام في بلدة الصالحية في بادية البوكمال، ما أسفر عن مقتل 21 من المدنيين وتدمير مبنى البلدية والعديد من منازل المدنيين والمحال التجارية. وأوضحت المصادر أن جميع القتلى ينتمون إلى ثلاث عائلات، من بينها عائلتان نزحتا في وقت سابق إلى البلدة. كما قتل عدد آخر من المدنيين في غارات على قرى وبلدات في محيط مدينة البوكمال.
وكانت قوات النظام والمليشيات التي تقاتل معها حققت، منذ مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي، تقدّماً واسعاً على حساب "داعش"، وسيطرت على الطريق الدولي دمشق - دير الزور بشكل كامل، بعد انسحابات متتالية للتنظيم، لتصل إلى الضفة الشرقية من نهر الفرات وتسيطر على قرية خشام الاستراتيجية القريبة من الحقول النفطية، وذلك بعد ضم مساحات واسعة بين اللواء 136 ومطار دير الزور العسكري، والسيطرة على أحياء، منها حويجة صكر في الجهة الغربية للفرات.
وتقع مدينة دير الزور في شرقي سورية على بعد نحو 450 كيلومتراً شمال شرق العاصمة دمشق، على مقربة من الحدود مع العراق، يقسمها نهر الفرات إلى قسمين، وأغلب أحيائها تقع على الضفة الغربية من النهر. شارك أبناء المحافظة في الثورة السورية منذ أيامها الأولى، وسيطرت فصائل معارضة عام 2012 على أجزاء واسعة من المحافظة ومدينتها دير الزور، لكن مع تصاعد قوة تنظيم "داعش"، استولى على المناطق التي كانت تحت سيطرة الفصائل في دير الزور، وحاول مراراً السيطرة على كامل المدينة، إلا أن النظام حافظ على وجوده في بعض أحياء المدينة طيلة الفترة الماضية.