شيع الآلاف من الفلسطينيين، ظهر اليوم السبت، جثمان الشهيد عبد الفتاح الشريف في مدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، والذي احتجزت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جثمانه بثلاجات الموت لأكثر من شهرين، بعدما أعدمه أحد جنود الاحتلال وهو جريح، في مشهد مروّع وثّقته عدسات الكاميرات.
وانطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الأهلي، وسط مدينة الخليل، باتجاه منزل عائلة الشهيد الشريف، لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على الجثمان، حيث سادت أجواء مليئة بالحزن والغضب على فراقه، فيما ردد المشاركون هتافات مجّدوا فيها الشهيد وعائلته.
وأدى المشيعون صلاة الجنازة في مسجد المرابطين بجبل أبو رمان في المدينة، ومن ثم حمل المشاركون جثمان الشهيد الشريف على الأكتاف وجابوا به شوارع المدينة، وصولا إلى مقبرة الشهداء بمنطقة إسكان ضاحية البلدية، حيث ووري الجثمان الثرى.
وشارك في التشييع عدد من الشخصيات الرسمية والوطنية، إضافة إلى ممثلين عن الأحزاب الفلسطينية، حيث رفعوا الأعلام الفلسطينية ورايات الفصائل.
وطالب المشاركون بالرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وعدم السكوت على الجريمة التي اقترفها جندي إسرائيلي بحق الشهيد الشريف الذي تم إعدامه بشكل مباشر، كما دعوا إلى فضح الاحتلال دوليا وعالميا إزاء ما يقوم به من إعدامات ميدانية بحق الفلسطينيين.
واستشهد الشريف في الرابع والعشرين من شهر مارس/ آذار الماضي، بالقرب من حي تل الرميدة بمدينة الخليل، حيث أقدم جندي إسرائيلي على إطلاق الرصاص الحي، وبشكل مباشر، على رأسه وهو مصاب، ما أدى إلى استشهاده.
وقد وثّق أحد سكان حي تل الرميدة لحظة إطلاق الرصاص على الشهيد الشريف، ونشر مقطع الفيديو عبر وسائل إعلام محلية ودولية، فيما فتحت تحقيقات لم تكتمل بعد بخصوص عملية الإعدام، على الرغم من وقوف محكمة الاحتلال الإسرائيلية بجانب الجندي الإسرائيلي ومحاولتها تبرئته من القضية.
وادعى جنود الاحتلال أن الشريف كان يحاول تنفيذ عملية طعن مزدوجة برفقة الشهيد رمزي القصراوي، الذي شُيع جثمانه بعد يومين من استشهاده، إلا أن الاحتلال أبقى على جثمان الشهيد الشريف لإجراء تشريح للجثمان من أجل فتح تحقيقات على خلفية إعدامه.
وكانت عائلة الشهيد قد رفضت عرضا مسبقا باستلام جثمان ابنها تحت قيود وشروط الاحتلال الإسرائيلي بتشييع الجثمان ليلا، وبحضور عدد محدد من المشاركين، وأصرت على تشييعه بما يليق بمكانة الشهداء.