وقالت الصحيفة، في افتتاحيتها، الجمعة، إنّ "مشاريع جاريد كوشنر للتنمية في الشرق الأوسط وعرضها في مؤتمر المنامة "تمثل خطة حلم كبير منفصلة عن الواقع"، واصفة إياها بأنّها "أقرب لإعلانات ترويجية لأحد المشاريع العقارية الخيالية في نيويورك".
وذكّرت الصحيفة بأنّ "إسرائيل تسيطر على الحياة الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، وهذا يعني أنّ أياً من مقترحات كوشنر، لا يمكن تحقيقه دون موافقتها".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الخطة "لا توجه أي مطالب لإسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو"، لافتة إلى أنّ مؤتمر البحرين لم يخلص أيضاً إلى "التزامات فعلية" من قبل دول الخليج والدول الأوروبية والمستثمرين في القطاعات الخاصة، والذين، بحسب خطة كوشنر، سيتولون جانب التمويل.
كما ذكرت الصحيفة أنّ فكرة أن يقوم العرب بتمويل خطة سلام لا تشمل إقامة دولة فلسطينية هي "أمر غير مرجح".
ورأت أنّ "ما يجعل المبادرة بأكملها أكثر سريالية، حقيقة أنّها جاءت بعد قطع الإدارة الأميركية، التي لكوشنر دور كبير فيها، الأموال المخصصة للبرامج التي تدعم المدارس والرعاية الصحية للفلسطينيين".
Twitter Post
|
وفي 2018، أوقفت واشنطن دعمها المالي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" المقدّر سنوياً بـ360 مليون دولار، بعد تقديمها مبلغ 60 مليوناً، مطلع العام ذاته، ما تسبب في أزمة مالية للوكالة.
وترفض القيادة الفلسطينية التعاطي مع أي تحركات أميركية في ملف السلام، منذ أن أعلن ترامب، في 6 نوفمبر/ تشرين الثاني 2017، القدس بشطريها الشرقي والغربي عاصمة لإسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، ثم نقل السفارة الأميركية إليها، في 14 مايو/ أيار 2018.
ويومي الثلاثاء والأربعاء، استضافت البحرين "مؤتمر السلام من أجل الازدهار"، الشق الاقتصادي لـ"صفقة القرن"، بحضور مسؤولين فضلاً عن رجال أعمال، وسط مقاطعة فلسطينية، وعرض فيه كوشنر خططاً ومشاريع اقتصادية بـ50 مليار دولار لفلسطين ودول عربية مجاورة.
ورأت الصحيفة أنّ "غياب مسؤولين إسرائيليين وفلسطينيين، عن المؤتمر، وعدم إرسال العديد من الدول العربية والأوروبية سوى ممثلين على مستوى متدنٍ، يؤكد الانزعاج الدولي الواسع من مقترحات كوشنر الاقتصادية، والخطة الموعودة لحل القضايا السياسية الإسرائيلية الفلسطينية التي يفترض أن تتبعها".
واعتبرت الصحيفة أنّ "كوشنر محق عندما يقول إنّ اعتماد الطرق القديمة لخطط السلام لم ينحج"، وختمت بالقول "مع ذلك، فإنّ تقديم خطة تتجاهل تطلعات الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، ومطالبهم بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، يجعل فرص النجاح أقل احتمالاً".