أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأربعاء، عن "ثقته بأن إيران سترغب قريباً في إجراء محادثات" مع الولايات المتحدة.
ونفى ترامب أيضاً، عبر "تويتر"، أي "خلاف داخلي" في الإدارة حول "سياسة الحزم (التي ينتهجها) في الشرق الأوسط"، وقال: "يتم التعبير عن آراء مختلفة، وأتخذ القرار النهائي والحاسم، إنها عملية بسيطة جداً".
وتزامنا مع تغريدة ترامب، نقلت "رويترز" عن مصدرين بالحكومة الأميركية، يوم الأربعاء، أن المسؤولين الأميركيين يعتقدون أن إيران شجعت جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن، أو فصائل مسلحة متمركزة في العراق، على تنفيذ هجمات يوم الأحد على أربع ناقلات نفط قرب مضيق هرمز.وأضاف المصدران المطلعان على تقييمات الأمن القومي الأميركي، وتحدثا شريطة عدم الكشف عن هوية كل منهما، أنهما يعتقدان أن الهجمات استفزاز خطير من جانب إيران يمثل تهديداً كبيراً للملاحة البحرية.
وترفض إيران المزاعم بضلوعها في الأمر، وقال وزير خارجيتها محمد جواد ظريف إن "عناصر متطرفة" في الحكومة الأميركية تتبع سياسات خطرة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات على الناقلات.
وقال مصدر إن خبراء بالحكومة الأميركية يعتقدون أن إيران "باركت" العمليات التي استهدفت ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة وقود ترفع علم الإمارات، وناقلة منتجات نفطية مسجلة في النرويج قرب الفجيرة، أحد أكبر مراكز تزويد السفن بالوقود في العالم، والواقعة أمام مضيق هرمز مباشرة.
وقال المصدر إن الولايات المتحدة تعتقد أن الدور الإيراني تمثل في تشجيع مسلحين على القيام بمثل هذه الأفعال، ولم يقتصر على مجرد التلميح غير المباشر. لكن المصدر أشار إلى أن الولايات المتحدة لا تمتلك أي دليل على قيام أفراد إيرانيين بأي دور مباشر في العملية.
Twitter Post
|
في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إن بلاده لا تزال ملتزمة بالاتفاق النووي المتعدد الأطراف رغم انسحاب الولايات المتحدة منه العام الماضي، واصفا تصعيد واشنطن للعقوبات بأنه "غير مقبول".
وأضاف ظريف لنظيره الياباني تارو كونو، في بداية اجتماعهما بطوكيو: "نمارس أقصى درجات ضبط النفس رغم حقيقة انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل المشتركة الشاملة في مايو الماضي".
وتسعى واشنطن لوقف صادرات النفط الإيرانية بعد انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي المبرم بين إيران وست قوى عالمية عام 2015، وهو ما تعتبره طهران "حرباً اقتصادية".
وبشأن التطورات الأخيرة والتحشيد العسكري، قال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الثلاثاء من روسيا، إن بلاده لا تسعى لحرب مع إيران، لكنه شدد، في الوقت نفسه، على أن واشنطن "سترد بالشكل المناسب" في حال تعرض مصالحها لهجوم.
وأضاف بومبيو، خلال مؤتمر صحافي مشترك، عقب جلسة مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في مدينة سوتشي الروسية: "لا نرى احتمالاً لنشوب حرب مع إيران، ونريدها أن تتصرف كدولة طبيعية".
وأضاف: "لقد أوضحنا للإيرانيين أنه إذا تعرضت المصالح الأميركية لهجوم، فإننا سنرد بالتأكيد بالطريقة المناسبة". وقال إنه تحدث إلى لافروف، وكذلك إلى الحلفاء في بروكسل، الإثنين، حول التهديد الذي ترى الولايات المتحدة أن إيران تمثله.
وفي خطاب له مساء الثلاثاء، أعلن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، عن الخطوط العريضة للاستراتيجية الإيرانية في مواجهة التصعيد الأميركي، ليستبعد بدوره وقوع حرب مع بلاده، رافضاً إجراء أي تفاوض مع الإدارة الأميركية، مع التأكيد أن "الخيار الحتمي" لإيران في هذه الظروف هو "المقاومة في وجه أميركا التي ستتراجع في هذه المواجهة"، بحسب قوله.
وقال خامنئي، في لقاء مع مسؤولي الدولة الإيرانية وفقاً للموقع الإعلامي لمكتبه، إن "أميركا ستضطر للتراجع في المواجهة الراهنة التي ليست عسكرية، لأنه ليس من المقرر أن تَحدث حرب"، مضيفاً: "إننا لا نريد حرباً، ولا هم يريدون حرباً، لأنهم يعلمون أن الحرب ليست في صالحهم، لذلك فالصراع الموجود هو صراع الإرادات وإرادتنا أقوى".
(العربي الجديد، رويترز)