تساءلت ورقة للمركز العربي لدراسة السياسات عما يخبئه الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، في المقبل من الأيام في تعامله مع القضية الفلسطينية، بعدما أطلق تصريحات غير اعتيادية حول إسرائيل خلال حملته الانتخابية، دفعت المهتمين إلى التكهن بحصول تحولات جذرية في تعامل الولايات المتحدة الأميركية مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
ولفتت ورقة لتحليل السياسات لـ"المركز العربي واشنطن دي سي"، إلى أن النظام السياسي الأميركي عاد الآن إلى ممارسة أشغاله كما المعتاد، على الأقل في ما يتعلق بإسرائيل.
واعتبر التحليل أن التصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها ترامب سابقاً لا تعدو كونها خطاباً انتخابياً بامتياز حول إسرائيل، ما يدفع للتساؤل حول مدى إمكانية ترامب المضي في تحقيق الوعود التي أطلقها.
وكان الرئيس الأميركي المنتخب قد قال، في أول مقابلة صحافية بعد فوزه بالمنصب، إنه يسعى إلى التوصل لاتفاق سلام بين فلسطين وإسرائيل، بيد أنه بعد يومين على فوزه وجه الدعوة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لزيارة واشنطن، فيما اعتبرت أوساط إسرائيلية متشددة وصوله نهاية لحل الدولتين، وبداية لحقبة جديدة سيتم خلالها التقدم بنقل السفارة الأميركية إلى القدس المحتلة، وكذلك إقامة المزيد من المستوطنات غير الشرعية.
وبحسب الورقة التحليلة فإن مؤتمر ايباك، اللوبي الداعم لإسرائيل بأميركا، والذي انعقد في مارس/آذار الماضي شكّل نقطة تحوّل لترامب، حينما تنافس مع المرشحين الأشد دعماً لإسرائيل والمحافظين الجدد لنيل الدعم المالي من اليهود بالحزب الجمهوري.
وخلال خطابه، والذي كان معداً سلفاً، اعتبر ترامب نفسه "داعماً أبدياً وصديقاً حقيقياً لإسرائيل"، ووعد "بنقل السفارة الأميركية إلى العاصمة "الأبدية" للشعب اليهودي، القدس". كذلك وصف الرئيس باراك أوباما بكونه "أسوأ شيء حصل لإسرائيل"، وقال إنه سيلجأ لاستخذام حق النقض "الفيتو" أمام أي قرار لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بخصوص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
واعتبرت الورقة التحليلية أنه من السابق لأوانه التكهن بحجم التأثير الذي قد يمارسه فريق ترامب من المستشارين، وكبار المسؤولين في الإدراة الأميركية المقبلة، وكذلك وزير الخارجية المقبل. غير أنها رجحت بأن يتحرك ترامب بعد تسلّمه مفاتيح البيت الأبيض الشهر المقبل في طريقين اثنين.
ووفق التحليل، وبناء على ما يعرف عنه، فإن إدارة ترامب ستختار أحد هذين الطريقين في تعاطيها مع الملف الفلسطيني الإسرائيلي؛ وستختار إما سياسة النأي بالنفس أو تقديم دعم أقوى لإسرائيل.