أعلنت السلطات اللبنانيّة، يوم السبت، توقيف الشيخ الفارّ أحمد الأسير، خلال محاولته مغادرة البلاد، عبر مطار بيروت الدولي. بينما كشف الأمن العام اللبناني أن الأسير الذي غيّر من شكله الخارجي كان يُحاول السفر باتجاه نيجيريا عبر مصر مستخدماً وثيقة سفر فلسطينية مزوّرة وتأشيرة صحيحة للبلد المذكور.
وتضاربت المعلومات عن الجهة التي أوقفته، إذ قالت الوكالة الوطنية للإعلام، إن فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي هو الجهة التي أوقفت الأسير، في الوقت الذي أعلن الأمن العام أنه أوقفه.
وعزت مصادر متابعة للتوقيف سبب التضارب إلى أن فرع المعلومات سبق أن وضع الأسير تحت المراقبة، منذ أشهر، وأن معلومات اعترف بها الشيخ محمد حبلص، والذي أوقف منذ أشهر، قد ساعدت في مراقبة الأسير وتضييق الخناق عليه.
كذلك أبلغت مصادر أمنية "العربي الجديد"، أن اتصالاً ورد إلى قوى الأمن الداخلي من فلسطيني، أبلغهم فيه أن الأسير عازم على مغادرة البلاد عبر المطار، وأعطاهم الاسم الذي يستخدمه على جواز السفر المزوّر، وقد زوّدت قوى الأمن الداخلي الأمن العام هذه المعلومات وهو ما سمح بتوقيفه.
ما يُعزز هذه الفرضية، هو إبلاغ مصدر في الأمن العام "العربي الجديد" أن الأسير لم يوقف بعمليّة أمنيّة، ولمّح إلى أن التوقيف حصل بطريقة أقرب إلى الصدفة.
ورجحت مصادر إسلاميّة في صيدا، مدينة الأسير، وفي طرابلس لـ"العربي الجديد"، عدم حصول أي رد فعل في الشارع، خصوصاً أن مجموعات الأسير، سبق أن تم تفكيكها من استخبارات الجيش وفرع المعلومات.
لكن زوجات وأخوات مجموعة الأسير قطعن الطريق عند مدخل مدينة صيدا جنوب لبنان قرب مستديرة مسجد "بهاء الدين الحريري"، حيث تتخذ القوى الأمنية والعسكرية إجراءات أمنية استثنائية. وفي وقت لاحق أعادت القوى الأمنية فتح الطريق الرئيسي عند مدخل مدينة صيدا (جنوبي لبنان). وأشارت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إلى أنّ المعتصمات لم يتجاوز عددهن الـ 15، وقد حضروا إلى مستديرة مسجد بهاء الدين الحريري، حيث سبق للأسير أن اعتصم وأقفل الطرقات ودفن اثنان من أنصاره في إشكالات واشتباكات وقعت عام 2012.
وكان الأسير قد توارى عن الأنظار منذ معركة عبرا مع الجيش اللبناني في يونيو/حزيران 2013، وتنقل في مناطق لبنانية عدّة بشكل سري، وانتشرت معلومات، أخيراً، عن تواجده في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا جنوب لبنان.
من جهة أخرى، قال نظام مغيط، شقيق المعاون أول المخطوف لدى تنظيم داعش إبراهيم مغيط، أن عائلات المخطوفين لا تزال في استضافة رئيس بلدية عرسال (على الحدود الشرقية بين ولبنان وسورية)، علي الحجيري، مؤكداً أنّ الأهالي لم يتمكنوا من الوصول إلى الجرود، حيث من المفترض أن يكون أبناؤهم محتجزين لدى التنظيم.
وكشف مغيط أن "التوجه إلى الجرد كان في الأساس صعباً، لكن الأمور تأزمت أكثر بعد خبر القبض على الشيخ أحمد الأسير، ونحن عائدون بخيبة أمل كبيرة"، مشيراً إلى الأهالي سيستمرون في محاولة الحصول على أي جديد بخصوص المخطوفين.