انقسم المجلس الرئاسي الليبي إزاء الاشتباكات القائمة في مدينة أجدابيا، منذ صباح السبت الماضي، في حين دعا رئيس دار الإفتاء، الصادق الغرياني، إلى محاكمة اللواء المتقاعد خليفة حفتر في واشنطن، بسبب الجرائم التي ارتكبها.
وطالب رئيس المجلس، فائز السراج، في بيان، أمس الأحد، بضرورة قتال من وصفها بــ"المليشيات المارقة عن شرعية الدولة"، في إشارة إلى المجموعة المسلحة التابعة لسرايا الدفاع عن بنغازي، والتي هاجمت السبت الماضي جنوب أجدابيا، وانتزعت الحي الصناعي ومقرات أخرى بالمدينة، من قبضة القوات التابعة لحفتر، والموالية للبرلمان.
في المقابل، أصدر عضوا المجلس الرئاسي، محمد العماري، وعبد السلام كجمان، بيانين منفصلين رفضا فيه بيان المجلس الرئاسي، ووصف المجموعات المسلّحة بــ"المارقة"، مطالبين هذه القوات بمواصلة القتال لــ"تحرير المدينة من سيطرة قوات حفتر التي لا تقل خطراً عن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)".
واستنكر العماري وكجمان "تصرفات المجلس الفردية الأخيرة، من دون اتفاق الأعضاء، وآخرها البيان بشأن أحداث أجدابيا"، واستغربا رفض المجلس الرئاسي إصدار بيان لاستنكار استهداف المدنيين في درنة بالمقابل.
ميدانياً، ذكرت مصادر محلية من أجدابيا، لـ"العربي الجديد"، أنّ الاشتباكات لا تزال تدور بشكل متقطع جنوب المدينة، مؤكّدة سيطرة المجموعات المسلحة على مبان عامة جنوباً، بالإضافة إلى الحي الصناعي، وانسحاب القوات الموالية لحفتر منه.
بدورها، رحبت "سرايا الدفاع عن بنغازي"، التي تكونت قبل أسبوعين لقتال قوات حفتر في بنغازي، ببيان عضوي المجلس الرئاسي، العماري وكجمان، مشيدة بـ"انتصارات غرفة عمليات تحرير أجدابيا"، وهو المسمى الذي تعمل تحته المجموعات المسلحة التي تقاتل جنوب المدينة.
وطالبت "سرايا بنغازي"، في بيان ليل الأحد، أهالي المدينة بمساندة مقاتلي "غرفة تحرير أجدابيا" لـ"العصابات الإجرامية التابعة لحفتر".
من جهةٍ أخرى، طالب رئيس دار الإفتاء، الشيخ الصادق الغرياني، المؤسسات الحقوقية والمعنية بحقوق الإنسان بضرورة رفع دعاوى قضائية في واشنطن، ضد قائد "عملية الكرامة" اللواء خليفة حفتر، قائلاً "يجب رفع قضايا ضد حفتر في بلده واشنطن التي يحمل جنسيتها لجرائم القتل التي يرتكبها".
ودعا الغرياني، في حديث تلفزيوني، ليل الأحد "كل المسلمين أن يناصروا ثوار أجدابيا وسرايا الدفاع عن بنغازي، والوقوف معهم لتحرير البلاد"، مباركاً "دخول الثوار الشرفاء الذين دخلوا مدينة أجدابيا و طردوا أعوان حفتر".
وفي سياقٍ منفصل، أعلن المكتب الإعلامي لعملية "البنيان المرصوص" أن قوات الرئاسي نجحت في صد هجوم لمقاتلي تنظيم "داعش" على محور الغربيات غرب المدينة، لافتاً إلى أن الهجوم كان محاولة من قبل التنظيم لفك الحصار عنها.
وبين المكتب، في منشور على صفحته الرسمية، أنّ سلاح الجو نفّذ غارتين جويتين استهدفت إحداهما آليات وتمركزات لـ"داعش" بالقرب من ميناء الصيد، فيما استهدفت الغارة الأخرى مخازن ذخيرة تابعة للتنظيم قرب مجمع قاعات وأغادوغو.
واستعرض المكتب الإعلامي تسجيلات مرئية لقوات الرئاسي البحرية، تظهر سفنها وهي تجوب الساحل المقابل لشاطئ المدينة، ولقطات تظهر استهداف هذه القطع لمواقع على الشاطئ بواسطة صواريخ.
وذكر أن مستشفى مصراتة استقبل، أمس، قتيلين وتسعة جرحى جراء اشتباكات بوسط المدينة والمحور الجنوبي.