المعضمية تدفن ضحاياها والنظام السوري يسعى لعزلها عن داريا

أحمد حمزة

avata
أحمد حمزة
23 ديسمبر 2015
44773DA2-14AD-43D9-8A9E-EA83855DEF7D
+ الخط -
مضت سنتان كاملتان على إبرام النظام والمعارضة السورية في بلدة المعضمية، بريف دمشق، هدنة خرقتها قوات النظام لاحقاً مرات عدة، لكنها بقيت قائمة حتى مساء أمس، حين تعرضت المدينة لقصفٍ بصواريخ يبدو أنها تحمل غازات سامة، وسط مؤشرات على انهيار الهدنة، فيما يسعى النظام لفصل المعضمية ذات الموقع الاستراتيجي، عن داريا القريبة منها.

وكان النظام السوري استهدف، مساء أمس، جنوبي المعضمية بصواريخ موجهة من مطار المزة العسكري، والتي تحوي غاز السارين السام، وفق الناشط الإعلامي محمد نور، الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، ناقلاً معلومات حصل عليها من أطباء في المشفى الميداني.

ووصلت الحصيلة، بحسب الناشط الإعلامي، إلى 35 جريحاً وخمسة شهداء، فيما استقدم النظام منذ أيام عدداً كبيراً من الآليات وكاسحات الألغام، فضلاً عن مئات الجنود، لاقتحام المنطقة الجنوبية في المعضمية، بعد تعرضها لقصفٍ بالبراميل المتفجرة.

وكان ناشطون في المعضمية بثوا على شبكة الإنترنت، مشاهد مصورة تُظهر وصول الضحايا إلى مشفى ميداني، وتُظهر بعض المشاهد أحد القتلى ممداً عاري الصدر، ويشرح طبيبٌ حالته بالقول: "استهداف مدينة معضمية الشام بغازات كيميائية.. لا يوجد أي أصابة داخل الجسم، فقط نزف داخل الرئتين تؤدي إلى الوفاة"، وينتقل للتعليق على حالة قتيلٍ آخر ممد بجانب الأول قائلاً: "تَفجُّر في الرئة بدون أي إصابة في الجسم أدت للوفاة".

اقرأ أيضاً: النظام السوري يقصف غرب دمشق بغازات سامة

وكانت المدينة نفسها تعرضت لقصف بالغازات السامة، فجر الواحد والعشرين من أغسطس/ آب قبل عامين، والذي تزامن حينها مع قصف بلدات الغوطة الشرقية بالسلاح الكيماوي، ما أدى لمقتل نحو 1200 شخص غالبيتهم من النساء والأطفال. 

وتحولت المدينة لميدان معارك، منذ أواسط العام الثاني للثورة (2012)، علماً أنها الأقرب للعاصمة، إذ لا يفصلها عن ساحة الأمويين (الميدان الأكثر أهمية في العاصمة السورية، ويحوي مبنى الإذاعة والتلفزيون الرسمي وهيئة الأركان العامة للجيش)، سوى أوتوستراد المزة، البالغ طوله نحو خمسة كيلومترات.

ولاحقاً نجح النظام بفرض هدنةٍ على المقاتلين المحليين في معضمية الشام، إذ إن المدينة حُوصرت بشكل خانق، خاصة أن محيطها يحوي عشرات القطع العسكرية التابعة للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري والاستخبارات الجوية. وتسبب الحصار بمجاعةٍ لآلاف المدنيين داخل المدينة، فتم إبرام الهدنة في الخامس والعشرين من ديسمبر/ كانون الأول سنة 2013، والتي نصت على وقف القصف والأعمال القتالية، ودخول المواد الغذائية.

اقرأ أيضاً: تغيير التركيبة الديمغرافية في سورية عبر حصار التجويع

ويؤكد الناشط نور في حديثه لـ"العربي الجديد"، أنه و"منذ إبرام الهدنة عاد جزء كبير من الأهالي لبيوتهم، وفي المعضمية الآن نحو أربعين ألف مدني جلهم نساء وأطفال"، ويشير إلى أن "النظام اعتمد منذ بدء الهدنة إغلاق المعبر (حاجز الأربعين الذي تدخل منه المواد) على فترات طويلة لاستنفاد أي شيء ممكن تخزينه من المواد الغذائية".

ويضيف مؤكداً بأن "النظام الآن يحشد قواته لاقتحام المنطقة الجنوبية من المعضمية، ليفصلها عن داريا بشكل أساسي، ونجاحه في ذلك يؤدي لتقدمه بشكل كبير في طريق السيطرة على المدينتين".

ولم يصدر أي تعليقٍ من النظام أو المعارضة حتى الساعة عن انتهاء الهدنة، لكن يبدو ضمنياً أن النظام الذي خرقها سابقاً، يحرك قواته العسكرية الآن بمعزلٍ عن وجود الاتفاق المبرم قبل سنتين، والذي كان أول اتفاق هدنة من نوعه، واستفاد النظام منه حينها بصورة كبيرة، بعد إغلاقه لباب تلك الجبهة.

وكانت هدنة المعضمية فاتحةُ لاتفاقياتٍ مماثلة، إذ جاءت في ذروة ازدحام جبهات قتال النظام مع المعارضة في محيط دمشق، قبل أن تُهادن مناطق أخرى على تخوم العاصمة في الربع الأول من السنة التالية، أبرزها برزة، يلدا، بيت سحم، ببيلا.

اقرأ أيضاً: هدنات النظام السوري والمعارضة... التقاط أنفاس ونوايا مبيتة

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.