كشف وزير الأمن السابق في حكومة نتنياهو، إيهود باراك، أن عدم جهوزية الجيش الإسرائيلي وافتقاره إلى القدرة اللازمة في ذلك الوقت حال دون شن إسرائيل هجوماً جوياً على إيران واستهداف منشآتها النووية.
وجاء كشف باراك هذه المعلومات في مقابلة مع صحيفة "يديعوت أحرونوت"، مؤكداً أن إعلان رئيس أركان جيش الاحتلال، في ذلك الوقت، الجنرال غادي أشكنازي، عن عدم توفر هذه القدرة للجيش أدى إلى عدم مواصلة تفاصيل شن هجوم كهذا على إيران.
وأقر إيهود باراك في المقابلة بأن الهدف الإسرائيلي من وراء التهديد بتوجيه ضربة لإيران في ذلك الوقت، كان أيضاً من "أجل دفع الأميركيين لتشديد العقوبات المفروضة على طهران، وأن يقوموا هم بالعملية، وقد كنت في هذا السياق أشد تشدداً من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو".
وبحسب باراك فإن الأميركيين كانوا على علم بالخطط الإسرائيلية، وبحقيقة وجود معارضة في المؤسسة الأمنية العسكرية لعملية من هذا النوع، خاصة ما يتعلق بمعارضة كل من رئيس أركان الجيش، آنذاك، غابي أشكنازي، ورئيس الموساد مئير داغان، ورئيس جهاز الشابك يوفال ديسكين، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش، الجنرال عاموس يادلين. وقد كان هناك اتصال يومي بين هذه الأطراف والأميركيين.
ووفقاً لما قاله باراك للصحيفة، فإنه عرض الأمر على الرئيسين الأميركيين السابقين، جورج بوش الابن وباراك أوباما، وأكد لهما أنه "عندمنا يتعلق الأمر بمسؤولية إسرائيل عن أمنها فنحن سنتخذ القرار وليس هم". كلا الرئيسين "لم يحب خططنا، لكنهما احترما حقنا باتخاذ القرار"، بحسب باراك.
وأضاف باراك في المقابلة أن إسرائيل أبلغت الأميركيين أنها في حال اتخاذ القرار بشن الهجوم فسيتم إبلاغ الأميركيين قبل شن الهجوم بساعات عدة لا غير بهدف المحافظة على عنصر المفاجأة وأنه ستتم صياغة البلاغ الإسرائيلي بشكل لا يهدد حياة أي جندي أميركي، وعلى الرغم من معارضتهما الخطة إلا أنهما أوضحا أنه "في حال شن إسرائيل الهجوم فإنهما سينفذان كل تعهداتهما لإسرائيل".
وزعم باراك، في هذا السياق، أن معارضة رئيس الموساد وباقي الأجهزة كانت تقوم على قراءة غير دقيقة لحجم الدمار الذي يمكن أن تخلّفه الضربة الإسرائيلية ومدى فاعليتها، معتبراً أن إيران اختارت السير على خطى كوريا الشمالية لتطوير قدرات نووية هجومية وليس فقط قدرات رادعة، وأن امتلاك طهران أسلحة نووية كان سيغير الوضع في المنطقة وقد يشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل.
وحدّد براك ثلاثة شروط ينبغي توفرها لحصول أو إطلاق عملية إسرائيلية، هي "قدرة عملياتية، شرعية دولية، وضرورة للتنفيذ الفوري لأن تأخير التنفيذ يعني عدم القدرة على القيام بالعملية لاحقاً".
وفي هذا الصدد، قال باراك إنه في عام 2011، مع تولي بني غانتس رئاسة أركان الجيش، أعلن أنه على الرغم من اعتقاده بأن شن الهجوم هو أمر خاطئ، إلا أن القدرة العسكرية المطلوبة متوفرة، لكن الهجوم لم يخرج إلى حيز التنفيذ بفعل معارضة الوزيرين في الكابينيت، موشيه يعالون ويوفال شطاينتس.