مُنيت قوات النظام السوري والمليشيات المُساندة لها، مساء السبت، بخسائر فادحة، خلال المعارك التي تشنّها ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، في محافظة دير الزور شرقي سورية، في حين تصدّت فصائل المعارضة السورية لهجومٍ شنّته مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" في ريف حلب.
وذكرت شبكة "فرات بوست" المعنية بتوثيق الأخبار اللحظية لمحافظة دير الزور، أن "أكثر من 30 عنصراً من قوات النظام والمليشيات التابعة له قُتلوا خلال الاشتباكات مع "داعش" في جبهات مدينة دير الزور".
من جهتها، قالت وكالة "أعماق" التابعة للتنظيم، إن قوات الأخير قتلت، أمس السبت، أكثر من 35 جندياً من قوات النظام السوري والمليشيات الأجنبية، في حي العمال بدير الزور.
وأضافت الوكالة أن "داعش" تمكّن من تدمير دبابتين وعربة BMP وجرافة وآلية رباعية الدفع لقوات النظام بالقذائف الصاروخية، خلال مواجهات في حي العمال بمدينة دير الزور.
ويأتي ذلك بعد أن شنّت قوات النظام، أمس، هجوماً مباغتاً على أحياء الحميدية والعمال والحويقة والجبيلة والرشدية، بغطاء من طائرات حربية روسية، فيما ذكرت مصادر ميدانية أن "داعش" استفاد من العاصفة الغبارية التي تضرب دير الزور، وشن هجمات معاكسة ضد قوات النظام.
وفي أعقاب ذلك، سيطرت قوات النظام والمليشيات الموالية، اليوم، على مواقع عسكرية عدة داخل حي العمال في المدينة.
وذكرت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أنه في مقابل قتلى النظام "سقط عدد كبير من عناصر التنظيم من جراء الاشتباكات التي دارت في المنطقة، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي مكثّف على الأحياء التي تقع تحت سيطرة التنظيم في المدينة".
وجاءت السيطرة عقب هجومٍ شنّته قوات النظام، منذ فجر اليوم، على أحياء المدينة الواقعة تحت سيطرة التنظيم، حيث تسعى قوات النظام إلى السيطرة على كامل مدينة دير الزور، لتربطها مع مناطق سيطرتها شمالي نهر الفرات.
وما زال التنظيم يسيطر على أحياء الحميدية، الشيخ ياسين، العمال، الرشدية، الرصافة، والمطار القديم، وأجزاء من حيي الموظفين والجبيل، منذ عام 2014.
وفي سياقٍ منفصل، تصدّت فصائل المعارضة السورية، فجر اليوم الأحد، لهجومٍ شنّته مليشيا "قوات سورية الديمقراطية"، على مواقعها قرب مدينة جرابلس شرق حلب.
وأعلن "لواء الشمال" التابع للمعارضة أنّه تصدّى لمحاولة تسلل لمليشيا "وحدات حماية الشعب" على محور قرية الحردانة بريف جرابلس الجنوبي، ووقوع إصابات في صفوف المليشيا، وفق بيان نشره على معرّفاته الرسمية.
وكانت فصائل المعارضة السورية قد تصدّت، السبت الماضي، لهجومٍ مماثل شنّته مليشيا "قسد"، على محور قرية الحلونجي والجات في ريف جرابلس الجنوبي، وأسفر الاشتباك عن مقتل عنصرين وجرح آخرين منهم، كما تم إعطاب آلية كانت تقل الجرحى، بحسب بيان "لواء الشمال".
"قسد" تتقدم شرق الفرات
إلى ذلك، شنّت "قسد"، الأحد، هجوماً جديداً على مواقع "داعش"، في الضفة الشرقية لنهر الفرات المقابلة تقريباً لمنطقتي البوليل والميادين.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن "قوات قسد سيطرت على أجزاء من قرية البصيرة، والتي يُحاصر فيها التنظيم بشكل كامل"، مضيفة أنها سيطرت أيضاً على قرى بغدادي، ودحلة، وجديدة عكيدات، عقب معارك عنيفة مع التنظيم، مشيرةً إلى أن نقطة انطلاق "قسد" للسيطرة على هذه النقاط هي المراكز التي كانت قد سيطرت عليها مؤخراً في بلدة الشحيل.
وبعد هذه السيطرة باتت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" على خط تماس مباشر مع قوات النظام، ويفصل بينهما فقط مجرى نهر الفرات، في حين تشهد علاقة الجانبين توتراً، تم تعزيزه بقضم "قسد" مساحات كبيرة بدير الزور، تحتوي أهم المنابع النفطية في سورية.
عسكريون أتراك يزورون قمة جبل استراتيجي غرب إدلب
وفي سياق آخر، زار وفدٌ عسكري تركي، مؤلّف من عناصر وضباط، اليوم الأحد، منطقة جبل العكاوي، الواقع بالقرب من بلدة بداما بريف إدلب الغربي.
وذكرت مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" أن "الوفد التركي دخل بسيارةٍ من مخفر بيسون الواقع على الحدود السورية - التركية، وتوجه إلى منطقة جبل العكاوي الذي يكشف مساحات من ريف اللاذقية وسهل الغاب".
ورجّحت المصادر أن يكون غرض الزيارة هو دراسة مدى إمكانية القيام بتأسيس قاعدة عسكرية أو نقطة مراقبة واستطلاع قي المنطقة، مبرّرةً هذا الترجيح بأنّ جبل العكاوي هو قمّة شاهقة الارتفاع، وتقع في منطقة بين ريفي إدلب واللاذقية، وتطل على سهل الغاب في ريف حماة وريف اللاذقية الشمالي الغربي، حيث كانت قوات النظام تتخذ من هذه القمة سابقاً نقطة إشارة.
وكانت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" قد سلّمت مطار منّغ العسكري إلى القوات الروسية، وذلك خوفاً من قدوم القوات التركية إلى المطار لتأسيس قاعدة عسكرية قريبة من الحدود السورية التركية داخله.