وتزامن اللقاء بينهما مع إعلان فوز كلينتون على ساندرز في آخر جولة من الانتخابات التمهيدية، التي جرت يوم الثلاثاء الماضي في العاصمة الأميركية.
ورغم هذا الفوز، فإن الاختيار الرسمي للمرشحة منوط بمؤتمر الحزب المقرر عقده في ولاية بنسلفانيا نهاية الشهر المقبل، وسيكون لمندوبي ساندرز البالغ عددهم أكثر من 1800 مندوباً قولهم فيه، ولهذا السبب تحاول كلينتون ضمان دعم ساندرز قبل حلول موعد انعقاد المؤتمر.
لكن مصادر مقربة من الجانبين، أبلغت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن اللقاء بين الجانبين ساده جو من التوتر وعدم الثقة، وأن ساندرز يشترط على كلينتون تبنّي أجندة أكثر اتجاهاً نحو اليسار مقابل موافقته على إعلان دعمه لحملتها.
وحسب المصادر ذاتها، فإن ساندرز والمقربين منه يخشون من عدم التزام كلينتون بأي تعهدات بعد انفضاض مؤتمر الحزب، وربما بعد أن تصبح رئيسة للبلاد، كونها على حد تعبيرهم تميل نحو يمين الوسط، وتكاد تقترب في بعض الطروحات من المرشح الجمهوري ذاته.
وكان ساندرز قد استبق اللقاء مع كلينتون بعقد مؤتمر صحفي طالب خلاله باستقالة قيادة الحزب الديمقراطي وأعضاء اللجنة المسيرة لأعماله التي يرى أنها منحازة لكلينتون، داعياً إلى اختيار قيادة جديدة، تدير أعمال المؤتمر القادم للحزب.
كما طالب بإلغاء نظام المندوبين الكبار، وإصلاح أنظمة الحملات الانتخابية بما يمنع تلقي أموال أو تبرعات بمبالغ كبيرة من ذوي المصالح أو جماعات الضغط السياسي.
ويرى فريق كلينتون بالمقابل، أنها فازت بجدارة في الانتخابات التمهيدية بأصوات المندوبين الكبار والمنتخبين على حد سواء، وبإمكانها المضي قدماً في حملتها ضد المنافس الجمهوري بدعم من ساندرز أو بدونه.
غير أن قياديين آخرين في الحزب الديمقراطي، يبدون حرصاً كبيراً على دعم أنصار ساندرز، ويؤكدون على أهمية استمالتهم بمساعدة من الأخير. محذرين من أن استطلاعات الرأي الأخيرة، تشير إلى أن أكثر من 28٪ من أنصار ساندرز أفادوا بأنهم لن يصوتوا لكيلنتون في حال اختيارها لتمثيل الحزب الديمقراطي أمام ترامب.
لكن الهجوم القوي الذي شارك فيه على انفراد الرئيس الأميركي باراك أوباما والسيناتور ساندرز إلى جانب هيلاري كلينتنون، ضد المرشح الجمهوري وتصريحاته العنصرية، حمل إشارات مشجعة إلى أن الصف الديمقراطي يمكن أن يخوض الانتخابات العامة موحداً.
للإشارة، فازت هيلاري كلينتون في آخر جولة من الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي التي جرت في العاصمة الأميركية واشنطن، أمس الثلاثاء، منهية بذلك رسمياً التنافس مع ساندرز.
وكان الفوز على بيرني ساندرز رمزياً، إذ إن وزيرة الخارجية السابقة ضمنت الأسبوع الماضي العدد المطلوب من المندوبين لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي إلى الرئاسة الأميركية خلال مؤتمر يعقد في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا. وحصلت كلينتون على 78.7 في المئة من الأصوات في واشنطن، وفقاً لنتائج مبكرة مساء الثلاثاء، مع فرز نحو 65 في المئة من الأصوات، ليكون إجمالي ما لديها من مندوبين حتى الآن أكثر من 2700 مندوب يشكلون أكثر من نصف أعضاء المؤتمر البالغ عددهم 4765 عضواً.