بدأ الطيران الروسي، ومقاتلات نظام بشار الأسد الحربية تجريب سلاح جديد ذي قدرة تدميرية هائلة في أحياء داخل مدينة حلب. وأدى استخدام هذا السلاح خلال يوم واحد إلى مقتل وإصابة مئات المدنيين. ويرى خبراء عسكريون أنه يأتي في إطار استراتيجية روسية في اختبار أسلحة جديدة في سورية، فيما تؤكد المعارضة أن الروس ونظام الأسد يشنان "حرب إبادة" على السوريين، موجهة ما وصفته بـ"النداء الأخير" إلى المجتمع الدولي للتدخل من أجل إنقاذ "من بقي على قيد الحياة".
وأكد ناشطون سوريون في مدينة حلب أن طائرات نظام الأسد ومقاتلات روسية قصفت، يوم الجمعة، الأحياء التي تقع تحت سيطرة المعارضة شرقي حلب بنوع من القنابل شديدة التفجير والاختراق، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات بينهم عائلات كاملة قضت تحت ركام منازلها.
وأكدت مصادر في المعارضة السورية المسلحة أن السلاح الجديد الذي تم استخدامه هو كناية عن "قنابل ارتجاجية" لها قدرة تدميرية كبيرة. وهي المرة الأولى التي تقصف فيها طائرات الأسد وروسيا هذه القنابل، في حرب الإبادة المفتوحة التي تُشن على السوريين على وقع صمت دولي، على الرغم من أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وصف ما يجري بـ"المذبحة".
من جهته، أوضح المحلل العسكري العقيد، أديب عليوي، أن القنبلة الارتجاجية "مخصصه لتدمير الأماكن شديدة التحصين تحت الأرض"، مشيراً إلى أنها تسمى أيضاً "مدمرة الملاجئ". وقال في حديث مع "العربي الجديد" إن طول القنبلة ما بين 6 إلى 7 أمتار، ووزنها نحو 2295 كيلوغراماً. وتخترق من 10 إلى 30 متراً تحت الأرض قبل أن تنفجر. وأضاف أن هذه القنبلة لديها القدرة على هدم عدد من الأبنية السكنية الكبيرة في آن واحد، نتيجة القوة التدميرية التي تمتلكها، موضحاً أن الهدف الروسي من استخدامها "تدمير الأماكن المحصنة تحت الأرض، وتدمير الأبنية على رؤوس أهلها بحيث تطاول حتى المختبئين بالأقبية والملاجئ". وتابع عليوي أن القنابل الارتجاجية من ضمن الأسلحة المحرمة دولياً، مرجحاً أن يكون الطيران الروسي وحده من يقصف أحياء حلب بها. وأعرب عن اعتقاده بأن جيش النظام لم يكن يملك هذا النوع المتطور من القنابل، إلا إذا قام الروس بتزويده بها أخيراً، وفق المحلل العسكري.
ولم يخف المسؤولون الروس أن أحد أهم أسباب تدخل موسكو العسكري في سورية "هو تجريب أسلحة جديدة، وكشف عيوبها"، بل ذهب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى القول إن "الحرب في سورية كانت أفضل تدريب للقوات الروسية". ويعتقد خبراء عسكريون أن وزارة الدفاع الروسية جربت العديد من أسلحتها الجديدة في عمليتها العسكرية المساندة للأسد، منها إطلاق أربعة صواريخ "كروز" بعيدة المدى من بحر قزوين باتجاه الأراضي السورية. ونشرت صحف غربية تقارير تتحدث عن نقل روسيا أسلحة إلى قاعدة حميميم في الساحل السوري من أجل اختبارها، منها أسلحة فتاكة وطائرات حربية ومروحية، تستخدم لأول مرة في الحروب.
اقــرأ أيضاً
وفي هذا الصدد، أكد عليوي أن الروس "جربوا في سورية كل الأسلحة المحرمة دولياً بدءاً من الحاويات العنقودية والقنابل الفوسفورية والنابالم، وغيرها"، مضيفاً أنهم "يقومون اليوم باستخدام القنابل الارتجاجية". في المقابل، شكك خبراء عسكريون سوريون بالمعلومات التي تناقلها ناشطون عن طبيعة القصف الجوي الذي طاول أحياء في مدينة حلب، مشيرين إلى أن الصور ومقاطع الفيديو التي وثقت ما جرى، تشير إلى أن السلاح المستخدم ليس قنابل ارتجاجية، بل قنابل خارقة للتحصينات. بيد أن المتحدث باسم حركة "نور الدين زنكي" التابعة للجيش السوري الحر في حلب، النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، قال لـ"العربي الجديد" إن طائرات الروس ومقاتلات نظام الأسد قصفت حلب بقنابل ارتجاجية مطلية باليورانيوم المنضب لزيادة قدرتها على الخرق، مشيراً إلى أن روسيا والنظام يملكان هذه "القذائف الخطيرة". وذكر أن لليورانيوم المنضب تأثيراً بعيد المدى، ومحظور الاستخدام دولياً.
ووجهت المعارضة السورية ما وصفته بـ"النداء الأخير" لإنقاذ المدنيين من القصف الجوي على أحياء في حلب، واصفةً ما يجري بأنه "حملة أبادة". وأشار الائتلاف الوطني السوري في بيان له، يوم الجمعة، إلى أن هذه الحملة "تهدف لتصفية حسابات دولية على حساب دماء السوريين"، لافتاً إلى أنها تستهدف الأطفال والنساء "بأسلحة روسية تستخدم لأول مرة، وتلقى فوق البيوت والمدارس والمساجد والكنائس والمشافي، منها قنابل وصواريخ تتسبب في دمار شديد وعلى نطاق واسع، في مسعى لقتل وتهجير أكبر عدد ممكن من المدنيين المحاصرين في حلب، أقدم مدن العالم"، وفق البيان. وتابع بالقول: "اليوم، وأمام جريمة حرب ترتكب في وضح النهار، يتم خلالها انتهاك سافر يستحق الإدانة والاستحقار، يستمر المجتمع الدولي في سلوك لا مسؤول، يتعايش مع الجريمة ويديرها ويستفيد منها". وأشار إلى "أن النتائج الحتمية لهذا التعايش المشين لن تقتصر على العار وفضح المتواطئين والساكتين، كما لن تقف حدود ردود الفعل تجاهها على دفع البعض نحو المزيد من التطرف، بل ستفتح الباب أمام مستقبل أسود وعميق للمنطقة والعالم بأسره".
ووجه الائتلاف "النداء الأخير" لإنقاذ المدنيين السوريين، مطالباً "حكومات الدول الشقيقة والصديقة أن تتحمل مسؤولياتها"، وأن تتخذ إجراءات "عاجلة رادعة توقف هذه الهجمة المجنونة، وتنقذ من بقي على قيد الحياة في حلب وسائر أنحاء سورية". وتحاول روسيا إجبار مقاتلي المعارضة على الخروج من الأحياء التي يسيطرون عليها في مدينة حلب من خلال استخدام سياسة الأرض المحروقة، وأسلوب الصدمة العسكرية الذي يدفع الخصم إلى الاستسلام أو طلب التفاوض.
دلالات صمت واشنطن
ويصف ناشطون سوريون ما يجري في حلب بـ"المحرقة"، مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لإيصال غضبهم إلى العالم الذي يبدو أنه غير مكترث بما يحدث في ظل تفاهم "غير معلن" بين الروس والأميركيين على إجبار المعارضة على توقيع اتفاق يبقي الأسد في السلطة. وهذا ما يفسر صمت واشنطن على المجازر المتلاحقة في حلب.
واستخدم نظام الأسد على مدى سنوات العديد من الأسلحة المحرمة دولياً في محاولات لم تجد نفعاً لوأد الثورة السورية، أدت إلى مقتل عشرات آلاف السوريين دون أن يستدعي ذلك أي تحرك دولي حقيقي لردعه. وقتل في أغسطس/آب من عام 2013 آلاف المدنيين جلهم أطفال في غوطتي دمشق بالأسلحة الكيماوية، متجاوزاً الخطوط الحمراء التي كان وضعها الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورافعاً سقف تحديه للمجتمع الدولي. كما ارتكب مجزرة الغوطتين وبعدها مئات المجازر بـ"أسلحة قذرة"، منها البراميل المتفجرة والخراطيم المتفجرة والألغام البحرية.
وأكد ناشطون سوريون في مدينة حلب أن طائرات نظام الأسد ومقاتلات روسية قصفت، يوم الجمعة، الأحياء التي تقع تحت سيطرة المعارضة شرقي حلب بنوع من القنابل شديدة التفجير والاختراق، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات بينهم عائلات كاملة قضت تحت ركام منازلها.
وأكدت مصادر في المعارضة السورية المسلحة أن السلاح الجديد الذي تم استخدامه هو كناية عن "قنابل ارتجاجية" لها قدرة تدميرية كبيرة. وهي المرة الأولى التي تقصف فيها طائرات الأسد وروسيا هذه القنابل، في حرب الإبادة المفتوحة التي تُشن على السوريين على وقع صمت دولي، على الرغم من أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، وصف ما يجري بـ"المذبحة".
ولم يخف المسؤولون الروس أن أحد أهم أسباب تدخل موسكو العسكري في سورية "هو تجريب أسلحة جديدة، وكشف عيوبها"، بل ذهب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى القول إن "الحرب في سورية كانت أفضل تدريب للقوات الروسية". ويعتقد خبراء عسكريون أن وزارة الدفاع الروسية جربت العديد من أسلحتها الجديدة في عمليتها العسكرية المساندة للأسد، منها إطلاق أربعة صواريخ "كروز" بعيدة المدى من بحر قزوين باتجاه الأراضي السورية. ونشرت صحف غربية تقارير تتحدث عن نقل روسيا أسلحة إلى قاعدة حميميم في الساحل السوري من أجل اختبارها، منها أسلحة فتاكة وطائرات حربية ومروحية، تستخدم لأول مرة في الحروب.
وفي هذا الصدد، أكد عليوي أن الروس "جربوا في سورية كل الأسلحة المحرمة دولياً بدءاً من الحاويات العنقودية والقنابل الفوسفورية والنابالم، وغيرها"، مضيفاً أنهم "يقومون اليوم باستخدام القنابل الارتجاجية". في المقابل، شكك خبراء عسكريون سوريون بالمعلومات التي تناقلها ناشطون عن طبيعة القصف الجوي الذي طاول أحياء في مدينة حلب، مشيرين إلى أن الصور ومقاطع الفيديو التي وثقت ما جرى، تشير إلى أن السلاح المستخدم ليس قنابل ارتجاجية، بل قنابل خارقة للتحصينات. بيد أن المتحدث باسم حركة "نور الدين زنكي" التابعة للجيش السوري الحر في حلب، النقيب عبدالسلام عبدالرزاق، قال لـ"العربي الجديد" إن طائرات الروس ومقاتلات نظام الأسد قصفت حلب بقنابل ارتجاجية مطلية باليورانيوم المنضب لزيادة قدرتها على الخرق، مشيراً إلى أن روسيا والنظام يملكان هذه "القذائف الخطيرة". وذكر أن لليورانيوم المنضب تأثيراً بعيد المدى، ومحظور الاستخدام دولياً.
ووجه الائتلاف "النداء الأخير" لإنقاذ المدنيين السوريين، مطالباً "حكومات الدول الشقيقة والصديقة أن تتحمل مسؤولياتها"، وأن تتخذ إجراءات "عاجلة رادعة توقف هذه الهجمة المجنونة، وتنقذ من بقي على قيد الحياة في حلب وسائر أنحاء سورية". وتحاول روسيا إجبار مقاتلي المعارضة على الخروج من الأحياء التي يسيطرون عليها في مدينة حلب من خلال استخدام سياسة الأرض المحروقة، وأسلوب الصدمة العسكرية الذي يدفع الخصم إلى الاستسلام أو طلب التفاوض.
دلالات صمت واشنطن
ويصف ناشطون سوريون ما يجري في حلب بـ"المحرقة"، مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة لإيصال غضبهم إلى العالم الذي يبدو أنه غير مكترث بما يحدث في ظل تفاهم "غير معلن" بين الروس والأميركيين على إجبار المعارضة على توقيع اتفاق يبقي الأسد في السلطة. وهذا ما يفسر صمت واشنطن على المجازر المتلاحقة في حلب.
واستخدم نظام الأسد على مدى سنوات العديد من الأسلحة المحرمة دولياً في محاولات لم تجد نفعاً لوأد الثورة السورية، أدت إلى مقتل عشرات آلاف السوريين دون أن يستدعي ذلك أي تحرك دولي حقيقي لردعه. وقتل في أغسطس/آب من عام 2013 آلاف المدنيين جلهم أطفال في غوطتي دمشق بالأسلحة الكيماوية، متجاوزاً الخطوط الحمراء التي كان وضعها الرئيس الأميركي باراك أوباما، ورافعاً سقف تحديه للمجتمع الدولي. كما ارتكب مجزرة الغوطتين وبعدها مئات المجازر بـ"أسلحة قذرة"، منها البراميل المتفجرة والخراطيم المتفجرة والألغام البحرية.