وقال الناشط الإعلامي في دير الزور، عامر هويدي، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "قوات النظام شنت حملة اعتقالات جديدة في أحياء الجورة والقصور، شملت الشوارع الرئيسية والفرعية، حيث تمت مداهمة مؤسسات دولة، منها مديرية الخدمات الفنية والرقابة والتفتيش، وقامت باعتقال موظفين وشباب كانوا بداخلها، وتم اقتيادهم إلى جبهات القتال".
من جانبها، كشفت حملة "دير الزور تذبح بصمت"، عن أن قوات النظام ومليشياته قامت، قبل يومين، بمداهمة مركز الهلال بالكوخ أثناء توزيع المساعدات على الأهالي، واعتقلت عددا من موظفيه، لافتة إلى أنها فرضت، من جهة أخرى، وبالتعاون مع سماسرة، مبلغا قدره 350 ألف ليرة سورية على أي شاب يريد إعفاءه من التجنيد الإجباري.
وبذلك تتعمق معاناة أكثر من 150 ألف مدني ما زالوا محاصرين في دير الزور من قبل كل من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) من جهة، ومن النظام السوري، الذي يفرض سيطرته على عدد من الأحياء السكنية المجاورة للمطار العسكري، من جهة أخرى. فبالتزامن مع حصار "داعش" لتلك المنطقة، يمنع النظام خروج المدنيين منها، إلا في حالات محدودة، مقابل مبالغ مالية كبيرة، في حين يجبر الشباب في مناطقه على الالتحاق بقواته والقتال في صفوفها.
ويفيد ناشطون معارضون بأن النظام يستخدم هذه الضغوط لدفع الشباب إلى حمل السلاح والقتال معه، ليحموا أنفسهم من الملاحقة، وليؤمنوا لعائلاتهم ما يقيهم الجوع، عبر سلل المساعدات التي توزع على المقاتلين.
يشار إلى أن ناشطين من دير الزور ينشرون على مواقع التواصل الاجتماعي أخبارا عن مقتل الشباب الذين يتم اعتقالهم والزج بهم في الجبهات، دون أي تدريب يذكر، ما يرفع من إمكانية أن يفقدوا حياتهم في مواجهتهم الأولى.