اعتبرت زوجة الأسير والقيادي الفلسطيني مروان البرغوثي، فدوى البرغوثي، أنّ "الفيديو المفبرك الذي بثه الاحتلال الإسرائيلي، مساء يوم الأحد، مؤشر على هزيمة سلطات الاحتلال أمام الأسرى المضربين، الذين يزداد عددهم يوماً بعد يوم".
وقالت البرغوثي في مؤتمر صحافي عقدته في مقر حملة "إطلاق سراح الأسير البرغوثي": "لسنا متفاجئين من الفيديو، والأسرى يعلمون تماماً أن إسرائيل تستخدم أساليب دنيئة رخيصة، وهذا الفيديو سيقوي من عزيمة الأسرى، الذين يعلمون أن دولة الاحتلال أفلست أمام عزيمتهم وإضرابهم المتواصل منذ 21 يوماً".
ويقبع البرغوثي في العزل، وخضع لتنقلات تعسفية مرات كثيرة منذ أن بدأ الإضراب في 17 نيسان/ أبريل، حيث يقود الإضراب الذي يخوضه نحو 1600 أسير في سجون الاحتلال من مختلف الفصائل الفلسطينية.
وقالت البرغوثي إن "مروان اعتقل أكثر من 20 عاماً، قضى منها 3 سنوات في العزل بسبب تصريحاته ومواقفه السياسية الثابتة، وما يحصل الآن من تزييف للفيديوهات أمر متوقع، والأسرى يعلمون أن معارك الاحتلال قذرة ويستخدم كل ما هو ممكن من التزييف والخداع".
وأشارت إلى منع الاحتلال مروان وبقية الأسرى المضربين عن الطعام من لقاء المحامين خلال فترة الإضراب، والذي بدأ في السابع عشر من نيسان/ أبريل الماضي، وقالت إن "هناك تعتيماً كاملاً على الأسرى المضربين، ولا يستطيع المحامون أو ممثلو الصليب الأحمر الدولي زيارة مروان والأسرى المضربين".
كذلك شدّدت على أن "إسرائيل تخفي شيئاً لا تريد لأحد أن يطلع عليه، وإلا لماذا تمنع الأسرى من لقاء محاميهم والصليب الأحمر".
بدوره، قال رئيس نادي الأسير، قدورة فارس: "نتحدى دولة الاحتلال أن تسمح للمحامين حتى لو كانوا إسرائيليين أو الصليب الأحمر أو طبيب، بزيارة مروان البرغوثي في عزله، وإثبات أنه أوقف إضرابه".
وأضاف "نحن أمام فيديو مفبرك وركيك، وتم نشره في مرحلة حساسة من الإضراب، وواضح أن إسرائيل بدأت تتخبّط، ما يدل على أن الأسرى اقتربوا من تحقيق نصرهم على سلطات الاحتلال".
كذلك، أكد أن "إسرائيل أنتجت فيديو مفبركاً تم التعاطي معه من قبل أجهزتها وأذرعها العسكرية، والتي تعتبر ذراعاً للمستوى السياسي الإسرائيلي الذي يقود المعركة الفعلية ضد الأسرى المضربين".
ولفت فارس إلى أنّ "زنزانة مروان والأسرى المضربين عن الطعام تخلو من أي شيء طبيعي من ملابس وأغطية، حيث تمت مصادرتها منذ بدأ الإضراب"، وتابع: "قامت إدارة السجون وهي من المرات النادرة بسحب القرآن الكريم من زنازين المضربين، وهذا إجراء نادر، ويدل على مدى الغضب والعقاب الذي ينصب على الأسرى المضربين الذين يتم تفتيش زنازينهم كل ساعتين تقريبا بهدف إرهاقهم. علماً أن زنازينهم تخلو من أي شيء سوى فراش يتم سحبه وإرجاعه كنوع من العقوبة، فضلاً عن ملابس السجن التي يرتدونها فقط".
وطالب القيادة الفلسطينية والمستوى السياسي ممثلاً باللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، بإعلان حالة الطوارئ الفعلية، لأن حياة 1500 أسير باتت مهددة فعلياً بخطر الموت.
إلى ذلك، أصدرت "اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة" بياناً احتوى على تحليل مضمون وقراءة في الفيديو جاء فيه: "تصاعدت وتيرة بث الإشاعات الإسرائيلية للنيل من تماسك، وإضراب الكرامة، هذه المرة من خلال القناة الثانية الإسرائيلية، والتي نشرت تقريراً تدعي فيه أن قائد الإضراب مروان البرغوثي، يتناول الطعام في زنزانته خفية.
بعد تحليل الصور المنشورة ومحتوى التقرير، يظهر مدى ضعف وهشاشة الرواية الإسرائيلية الأخيرة بالقرائن الآتية:
أولاً: الشخص الذي يظهر في الصورة الأولى ليس هو ذات الشخص الذي يظهر في الصورة الثانية، يتضح هذا من عدة جوانب، تفاوت واضح بين حجم الشخصين، وأيضاً مقدمة وأعلى شعر الرأس للبرغوثي منحسر حتى نصف الرأس، بينما الشخص الذي يظهر في الصورة الأولى شعره يغطي كامل الرأس وداكن وخالٍ من الشيب، بخلاف ما يظهر في الصورة الثانية التي تظهر مروان البرغوثي في وضعية متعلقة بقضاء حاجة (التبول) عند مرحاض الزنزانة لا توحي بأي شكل كان بالادعاء الإسرائيلي. ثانياً: شكل وحجم الرأس بين الصورتين مختلف بشكل واضح".
وتابع البيان "كما تم التعمد في إظهار كتاب مفتوح على السرير في الصورة الأولى التي لا يظهر فيها مروان، وظهر في الصورة الثانية مرتدياً النظارة لتعزيز الربط البصري بين الصورتين، هذه الفبركة والإخراج الركيك، يظهر مدى إفلاس المؤسسة الإسرائيلية في التصدي لصمود الإضراب الحديدي والمتصاعد، ولم يتبق في جعبتها إلا الاستعانة بمخيال هوسها الضيق".