رشحت أنباء أولية، اليوم الثلاثاء، عن تقدم في مفاوضات غير معلنة تجري بين "هيئة تحرير الشام" (التي تشكل "جبهة النصرة" عامودها الفقري) في محافظة إدلب، ومسؤولين إيرانيين، حول إخلاء بلدتي كفريا والفوعة، من المقيمين فيهما والمليشيات المدعومة إيرانياً المُسيطرة عليهما، مقابل إطلاق النظام السوري مئات المعتقلين من سجونه، وتبادل أسرى بين "تحرير الشام" والمليشيات التي تدعمها إيران.
وكان "العربي الجديد" قد نقل أمس، عن مصادر في إدلب، أن مفاوضاتٍ غير مُعلنة، تجري بين قياديين عسكريين في المحافظة، ومسؤولين إيرانيين، لبحث مسألة استكمال إخلاء كفريا والفوعة بريف إدلب الشمالي، من المليشيات التي تسيطر عليها بدعم إيراني. وأكد مصدرٌ آخر أن "المفاوضات جارية فعلاً"، مرجحاً أن يشتمل فحواها على "إخلاء كامل لبلدتي كفريا والفوعة، مع ترتيبات جانبية تتعلق بإطلاق سراح معتقلين وتبادل أسرى".
واليوم، ذكرت وكالة "سمارت" السورية، أن المفاوضات توصلت لاتفاقٍ يقضي بـ"إخراج قاطني بلدتي كفريا والفوعة المواليتين لقوات النظام مقابل إطلاق سراح 1500 معتقل من سجونه".
ونقلت الوكالة عن "مصدر مطلع على المفاوضات" قوله إن "الاتفاق ينص على إخراج جميع الموجودين في البلدتين الواقعتين بمحيط مدينة إدلب شمال سورية، والمحاصرتين من تحرير الشام، مقابل إطلاق سراح 1500 معتقل وعشرات الأسرى العسكريين"، مرجحاً أن "الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ في الأيام القليلة المقبلة". وأضاف أن "أهالي البلدتين سيخرجون بأكثر من مئة حافلة".
وكان آلافٌ من سكان الفوعة وكفريا، وبعض المُسلحين هناك، قد غادروا البلدتين على مراحل، خلال السنوات الثلاث الماضية، أشهرها اتفاق الزبداني (ثم مضايا وبقين)، ولاحقاً أثناء تهجير سكان شرق حلب، نهاية سنة 2017، وصولاً إلى اتفاقٍ قضى بتأمين طريق آمن لعناصر "هيئة تحرير الشام" من جنوب دمشق نحو إدلب، مقابل إفساح "الهيئة" الطريق لمرور مئات الأشخاص من كفريا والفوعة لمناطق سيطرة النظام، وتم لاحقاً تنفيذه جزئياً.