يسود قلق كبير داخل الأوساط اليهودية في الولايات المتحدة من الآثار "السلبية" للتوتر الكبير الذي طرأ على العلاقات بين إدارة باراك أوباما وحكومة بنيامين نتنياهو، في أعقاب إصرار الأخير على إلقاء خطاب أمام الكونغرس على عكس رغبة البيت الأبيض.
وترتبط هذه المخاوف في أن تفضي هذه الأزمة إلى تخلي قطاعات كبيرة من اليهود الأميركيين عن إسرائيل، فضلاً عن القلق في أن تزيد من وطأة أزمة الهوية لديهم. وقد عبّرت عن هذا القلق عريضة أصدرتها منظمة "جي ستريت" التي تمثل قطاعاً مهماً من اليهود الأميركيين، تؤكد فيها أن نتنياهو لا يمثل اليهود الأميركيين.
وتمثل العريضة التي تحمل توقيعات شخصيات يهودية مهمة، دعوة صريحة إلى "التبرؤ" من نتنياهو وسياساته ومواقفه. وأشارت صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادر أول من أمس، إلى أنّ العريضة حرصت على الإشارة إلى الاعتبارات السياسية الداخلية التي دفعت نتنياهو إلى افتعال الأزمة الحالية مع الإدارة الأميركية، خصوصاً رغبته في المزايدة على خصومه من قادة أحزاب اليمين واليسار. وأضافت العريضة "يتوجب على رئيس الوزراء في إسرائيل أن يعلم أنه ليس بوسعه الزعم بأنه يمثل الشعب اليهودي".
وقال الموقّعون على العريضة إن الجمهوريين أرادوا أن يوظفوا نتنياهو وقضايا إسرائيل في الصراع الداخلي بين الكونغرس والبيت الأبيض. وقد جاء إصدار العريضة ردّاً على إعلان نتنياهو مطلع الأسبوع الماضي أنّه يمثل كل اليهود في خطابه أمام الكونغرس، قائلاً "أنا لا أمثل دولة إسرائيل فقط، بل أمثل كل الشعب اليهودي في كل مناطق وجوده".
وقد كان السيناتور الديموقراطي باري ساندرس أول يهودي من مجلس النواب يعلن تغيّبه عن خطاب نتنياهو.
في غضون ذلك، اتهم النواب الديمقراطيون زعيم الغالبية الجمهورية في الكونغرس جون بينر، بأنه يوظف نتنياهو وإسرائيل في معركته السياسية ضدّ أوباما.
على الجانب الإسرائيلي، قال المتحدث الأسبق باسم جيش الاحتلال، الجنرال آفي بنياهو، إنّ نتنياهو "يسجل هدفاً ذاتياً في مرماه" من خلال إضعاف تأثير حليفته منظمة "أيباك"، وتعزيز قوة "جي ستريت" المناصرة للرئيس أوباما. وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" أمس، لفت بنياهو إلى أن نتنياهو يتجاهل حقيقة أنّ معظم اليهود الأميركيين يؤيدون الحزب الديموقراطي، وأن صداماً مع أوباما يعزز من قوة التأييد لـ "جي ستريت".
وفي السياق نفسه، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية أن قيادات يهودية كبيرة اتصلت بديوان نتنياهو وحذرته من مغبة أن يسهم خطابه المرتقب في الكونغرس في جعل إسرائيل مادة للتجاذبات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة.
وأشارت القناة إلى أن القادة اليهود قد حمّلوا السفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون درمر، المسؤولية عن تدهور العلاقات بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، مشيرين إلى أن درمر يتحرك انطلاقاً من تقديره لمصالح نتنياهو السياسية وليس من منطلق الدفاع عن مصالح إسرائيل.
من جهتها، عدّت الباحثة ميخال زيلبربرغ أزمة الثقة مع الجالية اليهودية الأميركية "تهديداً استراتيجياً من الطراز الأول" على إسرائيل، مشيرة إلى أن وقوع إسرائيل تحت تأثير نخب اليمين الديني المتطرف جعلها تُقدم على خطوات تفاقم من أزمة الهوية لدى يهود العالم، وضمنهم اليهود الأميركيون.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" أول من أمس، أشارت زيلبربرغ إلى أن إسرائيل تواجه خطر انقطاع علاقتها مع الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، التي تعدّ الجالية الأكبر في العالم، بسبب التطرف الذي طرأ على الجدل اليهودي الداخلي.
وأعادت زيلبربرغ إلى الأذهان حقيقة أن اليهود الأميركيين هم الذين يحرصون على فتح أبواب الإدارة الأميركية أمام القيادة الإسرائيلية، علاوة على الدعم المالي السخي الذي يقدمونه لخدمة إسرائيل. وأشارت إلى أن سلوك القيادة الإسرائيلية وضع الجالية اليهودية الأميركية بين المطرقة والسندان: مطرقة متمثلة في واجب الدفاع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسندان إدراكها خطورة المدى الذي ذهبت إليه إسرائيل في القطيعة مع القيم الديمقراطية.
واعتبرت زيلبربرغ أن إصرار نتنياهو على سن قانون "القومية اليهودية" الذي ينسف "أسس الديمقراطية والمساواة والحرية" قد زاد من تدهور العلاقة بين إسرائيل واليهود الأميركيين. وأشارت إلى سن القانون يمس أحد أبرز القيم التي يتعلق بها اليهود الأميركيون وهي "حرية الاختيار"، إذ إن القانون الجديد يلزم اليهود بالنسخة الأصولية المتشددة لليهودية.
بدوره، حذّر المعلق العسكري الإسرائيلي، عمير رايبوبورت، من مغبة أن تؤثر أزمة العلاقات الحالية بين الإدارة الأميركية ونتنياهو في استعداد الولايات المتحدة لتزويد إسرائيل بالسلاح وقت الحاجة مستقبلاً. وقال في مقال نشره موقع "ISRAEL DEFENSE" إنه على الرغم من أنه من غير المتوقع أن تتأثر أشكال التعاون الاستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب بأزمة الثقة بين نتنياهو وأوباما، إلا أن الإدارة الأميركية بإمكانها أن تتقدم على تعليق إرساليات السلاح إلى إسرائيل أثناء الحروب مستقبلاً. وأعاد رايبوبورت إلى الأذهان أن الإدارة الأميركية امتنعت خلال الحرب الأخيرة على غزة عن تزويد إسرائيل بصواريخ "هيل فير" التي تستخدمها الطائرات الحربية الإسرائلية المقاتلة في غاراتها، احتجاجاً على السلوك الإسرائيلي خلال العدوان الذي أحرج الولايات المتحدة.
وترتبط هذه المخاوف في أن تفضي هذه الأزمة إلى تخلي قطاعات كبيرة من اليهود الأميركيين عن إسرائيل، فضلاً عن القلق في أن تزيد من وطأة أزمة الهوية لديهم. وقد عبّرت عن هذا القلق عريضة أصدرتها منظمة "جي ستريت" التي تمثل قطاعاً مهماً من اليهود الأميركيين، تؤكد فيها أن نتنياهو لا يمثل اليهود الأميركيين.
وتمثل العريضة التي تحمل توقيعات شخصيات يهودية مهمة، دعوة صريحة إلى "التبرؤ" من نتنياهو وسياساته ومواقفه. وأشارت صحيفة "ميكور ريشون" في عددها الصادر أول من أمس، إلى أنّ العريضة حرصت على الإشارة إلى الاعتبارات السياسية الداخلية التي دفعت نتنياهو إلى افتعال الأزمة الحالية مع الإدارة الأميركية، خصوصاً رغبته في المزايدة على خصومه من قادة أحزاب اليمين واليسار. وأضافت العريضة "يتوجب على رئيس الوزراء في إسرائيل أن يعلم أنه ليس بوسعه الزعم بأنه يمثل الشعب اليهودي".
وقال الموقّعون على العريضة إن الجمهوريين أرادوا أن يوظفوا نتنياهو وقضايا إسرائيل في الصراع الداخلي بين الكونغرس والبيت الأبيض. وقد جاء إصدار العريضة ردّاً على إعلان نتنياهو مطلع الأسبوع الماضي أنّه يمثل كل اليهود في خطابه أمام الكونغرس، قائلاً "أنا لا أمثل دولة إسرائيل فقط، بل أمثل كل الشعب اليهودي في كل مناطق وجوده".
وقد كان السيناتور الديموقراطي باري ساندرس أول يهودي من مجلس النواب يعلن تغيّبه عن خطاب نتنياهو.
في غضون ذلك، اتهم النواب الديمقراطيون زعيم الغالبية الجمهورية في الكونغرس جون بينر، بأنه يوظف نتنياهو وإسرائيل في معركته السياسية ضدّ أوباما.
على الجانب الإسرائيلي، قال المتحدث الأسبق باسم جيش الاحتلال، الجنرال آفي بنياهو، إنّ نتنياهو "يسجل هدفاً ذاتياً في مرماه" من خلال إضعاف تأثير حليفته منظمة "أيباك"، وتعزيز قوة "جي ستريت" المناصرة للرئيس أوباما. وفي مقال نشرته صحيفة "معاريف" أمس، لفت بنياهو إلى أن نتنياهو يتجاهل حقيقة أنّ معظم اليهود الأميركيين يؤيدون الحزب الديموقراطي، وأن صداماً مع أوباما يعزز من قوة التأييد لـ "جي ستريت".
وفي السياق نفسه، ذكرت قناة التلفزة الإسرائيلية الثانية أن قيادات يهودية كبيرة اتصلت بديوان نتنياهو وحذرته من مغبة أن يسهم خطابه المرتقب في الكونغرس في جعل إسرائيل مادة للتجاذبات السياسية الداخلية في الولايات المتحدة.
وأشارت القناة إلى أن القادة اليهود قد حمّلوا السفير الإسرائيلي لدى واشنطن رون درمر، المسؤولية عن تدهور العلاقات بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية، مشيرين إلى أن درمر يتحرك انطلاقاً من تقديره لمصالح نتنياهو السياسية وليس من منطلق الدفاع عن مصالح إسرائيل.
من جهتها، عدّت الباحثة ميخال زيلبربرغ أزمة الثقة مع الجالية اليهودية الأميركية "تهديداً استراتيجياً من الطراز الأول" على إسرائيل، مشيرة إلى أن وقوع إسرائيل تحت تأثير نخب اليمين الديني المتطرف جعلها تُقدم على خطوات تفاقم من أزمة الهوية لدى يهود العالم، وضمنهم اليهود الأميركيون.
وفي مقال نشره موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" أول من أمس، أشارت زيلبربرغ إلى أن إسرائيل تواجه خطر انقطاع علاقتها مع الجالية اليهودية في الولايات المتحدة، التي تعدّ الجالية الأكبر في العالم، بسبب التطرف الذي طرأ على الجدل اليهودي الداخلي.
وأعادت زيلبربرغ إلى الأذهان حقيقة أن اليهود الأميركيين هم الذين يحرصون على فتح أبواب الإدارة الأميركية أمام القيادة الإسرائيلية، علاوة على الدعم المالي السخي الذي يقدمونه لخدمة إسرائيل. وأشارت إلى أن سلوك القيادة الإسرائيلية وضع الجالية اليهودية الأميركية بين المطرقة والسندان: مطرقة متمثلة في واجب الدفاع عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وسندان إدراكها خطورة المدى الذي ذهبت إليه إسرائيل في القطيعة مع القيم الديمقراطية.
واعتبرت زيلبربرغ أن إصرار نتنياهو على سن قانون "القومية اليهودية" الذي ينسف "أسس الديمقراطية والمساواة والحرية" قد زاد من تدهور العلاقة بين إسرائيل واليهود الأميركيين. وأشارت إلى سن القانون يمس أحد أبرز القيم التي يتعلق بها اليهود الأميركيون وهي "حرية الاختيار"، إذ إن القانون الجديد يلزم اليهود بالنسخة الأصولية المتشددة لليهودية.
بدوره، حذّر المعلق العسكري الإسرائيلي، عمير رايبوبورت، من مغبة أن تؤثر أزمة العلاقات الحالية بين الإدارة الأميركية ونتنياهو في استعداد الولايات المتحدة لتزويد إسرائيل بالسلاح وقت الحاجة مستقبلاً. وقال في مقال نشره موقع "ISRAEL DEFENSE" إنه على الرغم من أنه من غير المتوقع أن تتأثر أشكال التعاون الاستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب بأزمة الثقة بين نتنياهو وأوباما، إلا أن الإدارة الأميركية بإمكانها أن تتقدم على تعليق إرساليات السلاح إلى إسرائيل أثناء الحروب مستقبلاً. وأعاد رايبوبورت إلى الأذهان أن الإدارة الأميركية امتنعت خلال الحرب الأخيرة على غزة عن تزويد إسرائيل بصواريخ "هيل فير" التي تستخدمها الطائرات الحربية الإسرائلية المقاتلة في غاراتها، احتجاجاً على السلوك الإسرائيلي خلال العدوان الذي أحرج الولايات المتحدة.